جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 1 أكتوبر 2023

(33) فقهُ التَّعاملِ بين الزوجين

 

                          الغيرة بين الزوجين

 

عَنِ المُغِيرَةِ بن شعبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي» رواه البخاري (6846)، ومسلم (1499) 

هذا الحديث دليل على أن الغيرة على الزوجة والمحارم صفة كمال، وأنها من صفات رب العالمين.

 إن الديوث: الَّذِي لَا غَيْرَةَ لَهُ. كما في «الصحاح»(1/ 282).

فالذي يفقد الغيرة يقال له: ديوث، لا يبالي بمن دخل على أهله، ولا يغار على أهله أن تخرج متبرجة، وأن تخاطب الرجال...، وهذا يدل على دناءة من لا غيرة له.

وما يحصل من انتشار تبرج النساء، واختلاطهن بالرجال ومحادثتهن لهم، وسفرهن بغير محرم، إلا لفقد الغيرة عند الرجال.

 أما النساء اليوم فهناك منهن من استرجلت، وما صارت من جنس الإناث، في غاية من قلة الحياء، حتى في مشيها كأنها رجل.

 إذًا من كانت زوجته أو محرمه ولو لم تكن زوجته تختلط بالرجال، فهذا لا غيرة له على عرضه، أو يختلي بها، أو يحادثها...، على هذا ما أكثر من ينطبق عليه ديوث في هذه الأزمنة!

وأقبح من هذا وأشد أن تظهر زوجته أو محرمه على الشاشات  والإذاعات، هذا ديوث، اللفظ نفسه منفر.

ومن يأكل لحم الخنزير تذهب عنه الغيرة؛ لأن الخنزير من أقذر الحيوانات وأنجسها، حتى إنه فيما ذكروا قد يمسك أنثاه لذكر آخر.

ومن أعظم أسباب فقد الغيرة: ضعف الإيمان.

 والغيرة بين الزوجين محمودة، ما لم تتجاوز الحد إلى الشكوك والظنون السيئة، والله المستعان.

[مقتطف من الدرس الثاني من دروس سورة النور لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]