دار الدنيا
دار فناء لا بقاء، ودار سفر لا استقرار، ودار عبور وممر كجسر نعبر عليه إلى الآخرة، قال سُبحَانَهُ: ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)﴾ [النساء: 77].
فالآخرة هي المستقر، وهي دار الحيوان ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)﴾ [العنكبوت: 64].
فعلينا بأن نستعد لدار القرار بالخير، وبما يكون سعادة لنا ونجاة من أهوال يوم القيامة، قبل الحسرة والندامة، فإن يوم القيامة سُمِّي يوم الحسرة؛ لكثرة الحسرات فيه، ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ﴾ [مريم: 39].
يتحسر فيه الكافرون، ويتحسر فيه المفرطون، ويتحسر فيه الجبارون، قال سُبحَانَهُ: ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(58)﴾ [الزمر: 56-58].