من حُسْن عشرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهله
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ القُرْآنَ وَرَأْسُهُ فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ. رواه البخاري (297)، ومسلم (301).
الحِجر: حِضن الإنسان. قال ابن الأثير في «النهاية» (1/ 342): والحِجْر بالفَتح وَالْكَسْرِ: الثَّوب والحِضْن، والمصْدر بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ. اهـ.
والحضن: ما دُون الإبط إلى الكشح.
والكشح كما قال الخليل بن أحمد في «العين» (3/ 57): من لدن السرة إلى المَتْن ما بَيْنَ الخاصِرة إلى الضِّلَع الخَلْف، وهو مَوضِع مَوقِع السَّيْف إلى المُتَقَلِّد.
هذا الحديث فيه من الفوائد:
حسن معاشرة النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهله.
وفيه قراءة القرآن للمضطجع كما قال تَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 191]،
وفيه قراءة القرآن بقرب النجاسة.
وفيه أن الحائض طاهرة، وكما قال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، إِنَّ المُسْلِمَ لا يَنْجُسُ» رواه البخاري (283)، ومسلم (371) عن أبي هريرة.
والنجاسة في موضعها «إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ بِيَدِكِ» رواه مسلم (298)، وأبو داود (1613)، والإمام أحمد (41/314) عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.