جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 24 أغسطس 2023

(31) من نصائح والدي رحمه الله

 

                  السبيل إلى جمع الكلمة

قال والدي الشيخ مقبل رحمه الله في «نصيحتي لأهل السنة»، وهي ضمن «ترجمة والدي بقلمه» (201) ط دار الآثار:

إن الاختلاف الناشئ بين أهل السنة يزول بإذن الله بأمور:

منها: تحكيم الكتاب والسنة، قال الله سبحانه وتعالى: {فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ والرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ} [النساء: 59]، وقال تعالى: {ومَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إلَى اللَّهِ} [الشورى: 10].

ومنها: سؤال أهل العلم من أهل السنة، قال الله سبحانه وتعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

ولكن بعضُ طلبة العلم رضي بما عنده من العلم، وأصبح يجادل به كلَّ من يخالفه، وهذا سبب من أسباب الفرقة والاختلاف. روى الإمام الترمذي في» جامعه» عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الجَدَلَ»، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58].

ومنها: الإقبالُ على طلبِ العلم، فإذا نظرتَ إلى قصورِك، بل إلى أنكَ لست بشيء إلى جانب العلماء المتقدمين، كالحافظ ابن كثير، ومن تقدَّمه من الحُفاظ المبرزين في فنونٍ شتى، إذا نظرت إلى هؤلاء الحفاظ شُغلت بنفسك عن الانتقاد على الآخرين.

ومنها: النظرُ في اختلاف الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم من العلماء المبرزين، إذا نظرتَ إلى اختلافهم حملتَ مخالفَك على السلامة، ولم تطالبه بالخضوع لرأيك، وعلمت أنك بمطالبته بالخضوع لرأيك تدعوه إلى تعطيل فهمِه وعقله، وتدعوه إلى تقليدِك، والتقليد في الدين حرام، قال الله سبحانه وتعالى: {ولا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36].

ومنها: النظر إلى أحوال المجتمع الإسلامي، وما تحيط به من الأخطار أعظمها جهل كثير من أهله به، وإنك إذا نظرتَ إلى المجتمع الإسلامي شُغلت عن أخيك الذي يخالفك في فهمك، وقدَّمت الأهم فالأهم، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عِندَما أَرسلَ مُعَاذًا إِلَى اليَمَنِ، قَالَ له: «أَوَّل مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ» متفق عليه من حديث ابن عباس. اهـ المراد.