جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 30 أغسطس 2023

(1) أدعية من القرآن الكريم

 

                           أدعية من القرآن الكريم

 

فالقرآن الكريم نأخذ منه أدعيتنا، ونأخذها من السنة الثابتة، وهذا أسلم من أن نأخذ الأدعية من هنا وهنا، وإذا كانت سالمة من حيث المعنى لا مانع من أن يُدعى بأدعية ليست من القرآن ولا السنة، ولكن هذا من حيث الأفضل.

قال شيخ الإسلام في « مجموع الفتاوى» (22/510): الْأَدْعِيَةُ وَالْأَذْكَارُ النَّبَوِيَّةُ هِيَ أَفْضَلُ مَا يَتَحَرَّاهُ الْمُتَحَرِّي مِنْ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ، وَسَالِكُهَا عَلَى سَبِيلِ أَمَانٍ وَسَلَامَةٍ، وَالْفَوَائِدُ وَالنَّتَائِجُ الَّتِي تَحْصُلُ لَا يُعَبِّرُ عَنْهُ لِسَانٌ وَلَا يُحِيطُ بِهِ إنْسَانٌ.

وقال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى»(22/525): الْمَشْرُوعُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ بِالْأَدْعِيَةِ الْمَأْثُورَةِ؛ فَإِنَّ الدُّعَاءَ مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ،  وَقَدْ نَهَانَا اللَّهُ عَنْ الِاعْتِدَاءِ فِيهِ، فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّبِعَ فِيهِ مَا شُرِعَ وَسُنَّ، كَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لَنَا ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ مِنْ الْعِبَادَاتِ، وَاَلَّذِي يَعْدِلُ عَنْ الدُّعَاءِ الْمَشْرُوعِ إلَى غَيْرِهِ-وَإِنْ كَانَ مِنْ أَحْزَابِ بَعْضِ الْمَشَايِخِ-الْأَحْسَنُ لَهُ أَلَّا يَفُوتَهُ الْأَكْمَلُ الْأَفْضَلُ، وَهِيَ الْأَدْعِيَةُ النَّبَوِيَّةُ؛ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ وَأَكْمَلُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْأَدْعِيَةِ الَّتِي لَيْسَتْ كَذَلِكَ، وَإِنْ قَالَهَا بَعْضُ الشُّيُوخِ، فَكَيْفَ وَقَد يَكُونُ فِي عَيْنِ الْأَدْعِيَةِ مَا هُوَ خَطَأٌ أَوْ إثْمٌ أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ؟

 وَمِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَيْبًا مَنْ يَتَّخِذُ حِزْبًا لَيْسَ بِمَأْثُورِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ كَانَ حِزْبًا لِبَعْضِ الْمَشَايِخِ وَيَدَعُ الْأَحْزَابَ النَّبَوِيَّةَ الَّتِي كَانَ يَقُولُهَا سَيِّدُ بَنِي آدَمَ وَإِمَامُ الْخَلْقِ وَحُجَّةُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

 

                               من سورة المؤمنون

 

قال تَعَالَى: ﴿وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾[المؤمنون:118].

 

في هذا الدعاء التوسل إلى الله باسم من أسمائه -وهو الرب- قبل الدعاء، وختمه بالتوسل إلى الله بصفة من صفاته وهي الرحمة.

قال الحافظ ابن كثير في تفسير سورة المؤمنون(رقم الآية 118): هذا إرشاد من الله تعالى إلى هذا الدعاء.

 فالغُفْر إذا أُطلق معناه: مَحْوُ الذَّنْبِ وَسَتْرُهُ عَنِ النَّاسِ.

 وَالرَّحْمَةُ مَعْنَاهَا: أَنْ يُسَدِّدَهُ وَيُوَفِّقَهُ فِي الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ. اهـ.

مع إثبات صفة الرحمة؛ لأن هذا التفسير ظاهره تفسير باللازم وبأثر الرحمة؛ لأن من رحمهم الله وفَّقهم وسدد أقوالهم وأفعالَهم،  فنحن نثبت صفة الرحمة لله  سُبحَانَهُ وَتَعَالَى كما يليق بالله، مع إثبات المعنى، وأثر الصفة.

 

وفيه أن الله أفضل الراحمين كما تفيده صيغة أفضل التفضيل، فالمخلوقون يتراحمون، والله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أرحم بالخلق منهم ومن أمهاتهم، بل وأرحم بهم من أنفسهم.

 

رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ.