مراقبة الله عَزَّ وَجَل في السر والعلن
المراقبة: دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه. قاله ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ في «مدارج السالكين» (2/86).
وهناك من يراقب الله بين الناس، في العلانية يكون مستقيمًا، وإذا خلا عصى ربه، وذنوب الخلوات خطيرة، فذنوب الخلوات بداية الانحرافات، فعلينا أن نراقب الله أكثر إذا انفردنا عن أعين الناس ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108)﴾ [النساء: 108].
ومما يعين على مراقبة الله سُبحَانَهُ:
أن يعلم الإنسان أن الله مطلع عليه بسمعه وبصره وعلمه، فهذا يعينه على حفظ جوارحه، وصيانة قلبه، ومراقبة ربه سُبحَانَهُ.
قال ابن رجب في «جامع العلوم والحكم»(408): مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ يَرَاهُ حَيْثُ كَانَ، وَأَنَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَى بَاطِنِهِ وَظَاهِرِهِ، وَسِرِّهِ وَعَلَانِيَتِهِ، وَاسْتَحْضَرَ ذَلِكَ فِي خَلَوَاتِهِ، أَوْجَبَ لَهُ ذَلِكَ تَرْكَ الْمَعَاصِيَ فِي السِّرِّ، وَإِلَى هَذَا الْمَعْنَى الْإِشَارَةُ فِي الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النساء: 1].
الذكر: قال ابن القيم في «الوابل الصيب»(42): الذكر يورثه المراقبة، حتى يدخله في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان، كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت.
نسأل الله عَزَّ وَجَل أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة.