اتقوا دعوة المظلوم
قال ابن القيم رحمه الله في«بدائع الفوائد»(3/242): سبحان الله! كم بكت في تنعُّم الظالم عين أرملة، واحترقت كبد يتيم، وجرت دمعة مسكين ﴿ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ﴾ [المرسلات:46] ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ [ص:88]، ما ابيضَّ لون رغيفهم حتى اسود لون ضعيفهم، وما سمنت أجسامُهم حتى انتحلت أجسام ما استأثروا عليه.
لا تحتقر دعاءَ المظلوم؛ فشرر قلبِه محمول بعجيج صوته إلى سقف بيتك، ويحك نبالُ أدعيته مصيبة وإن تأخر الوقت، قوسه قلبه المقروح، ووتره سواد الليل، وأستاذه صاحب لأنصرنك ولو بعد حين، وقد رأيتَ ولكن لستَ تعتبر، احذر عداوة من ينام وطرفه باكٍ يقلب وجهه في السماء، يرمي سهامًا ما لها غرض سوى الأحشاء منك.
اللهم إنا نعوذ بك أن نَظْلِم أو نُظْلَمَ.