عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالحَمْدُ لله تَمْلَأُ المِيزَانَ، وَسُبْحَانَ الله، وَالحَمْدُ لله تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا» رواه مسلم (223).
تعليق والدي على قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: «وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ».
إذا أعطاك الله الصبر تستطيع تتصرف في أمورك.
أما الأحمق المدبر فإذا أُخبِر بمصيبة تارة يشق ثوبه، وربما يضرب برأسه في الجدار إلى غير ذلكم من تلكم الجهالات ومن تلكم الحماقات، بل بعضهم ربما ينتحر ويقتل نفسه؛ لأن الأمور ما جرت له كما يريد.
الصبر، وبعد الشدائد يأتي الفرج، يقول الله عَزَّ وَجَل في كتابه الكريم: ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ﴾ [البقرة: 259]. أي: لم يتغير، ﴿ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)﴾.
فرج بعد شدة ليس بعدها شدة؛ بعد موت، مات الرجل ومكث مائة عام وهو ميت.
الشخص ربما يصاب بجراح، ربما ييأس من نفسه ويبقى بعض الأمل لكنه مات، مات الرجل وأحياه الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، إن الله على كل شيء قدير.
نؤمن بهذا أن الله قادر أن يميت الرجل مائة سنة ثم يحييه الله عَزَّ وَجَل، إن الله على كل شيء قدير.
نعم إخواني في الله، فعلينا ألَّا نتعجَّل النصر، وألَّا نَضيق بالمصائب ذرعًا، بل نفوض أمرنا إلى الله عَزَّ وَجَل.
[المرجع/ الفرج بعد الشدة].
اللهم ثبتنا في السراء والضراء.