من أسباب الحفظ من الشيطان
عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، قَالَ: لَقِيتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ، فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ حَدَّثْتَ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ».
قَالَ: أَقَطْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ. قَالَ الشَّيْطَانُ: حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ.
والحديث ذكره والدي رَحِمَهُ الله في «الصحيح المسند» (805).
وهذا أمر ميسر، وسهل على كل أحد.
في صلاة الفجر تقوله، وهكذا في سائر الصلوات تقوله إن شاء الله، فإن كنتَ
لا تحفظه، راجعته من «سنن أبي داود» رَحِمَهُ الله تَعَالَى.
[المرجع ش/ الأمان من مكائد الشيطان لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]
وقوله: (أَقَطُّ) الْهَمْزَةُ لِلِاسْتِفْهَامِ.
وَقَطُّ: بِمَعْنَى حَسْبُ.
قَالَ عُقْبَةُ لِحَيْوَةَ: أَبَلَغَكَ عَنِّي هَذَا الْقَدْرُ مِنَ الْحَدِيثِ فَحَسْبُ؟
(قُلْتُ: نَعَمْ) قَائِلُ هَذَا حَيْوَةُ.
(قَالَ) أَيْ: عُقْبَةُ. اهـ من «عون المعبود»(2/94).
قال ابن رسلان في «شرح سنن أبي داود»(3/299): فيه حفظ قائل هذا الدعاء من الشيطان في المَسْجِد وخَارجه إلى غرُوب الشمس.
والظاهِر أنَّ قَوله: (حُفِظ مِنِّي) لَا يختصُّ بشَيطَان وَاحِد بَل يحفَظ من جَميع الشيَاطين؛ فَإنَّ الأَلِف واللام في قولهِ: (مِنَ الشَيطَان) للجنس، فَتعم كل شَيطان.