جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 14 أبريل 2023

(51)فتاوى رمضان

 

تسأل إحدى اخواتي في الله: قول بعض أهل العلم : يستحب لمن رآها - ليلة القدر - كتمها.

السؤال كيف ترى ليلة القدر وهل شيء محسوس والذي يراها ماذا يرى؟

أثابكم الله.

الجواب

أولًا من قال: يستحب لمن رأى ليلة القدر أن يكتمَهَا، إنما هذا في العشر الأواخر لا بعد انتهاء رمضان؛  من أجل لا تفتر الهِمَّة عن الاجتهاد في باقي العشر.

أما كيف ترى ليلة القدر..؟

فالمراد برؤية القدر رؤية علاماتها؛ لا أنها تُرى بالعين، البصر.

وأم المؤمنين عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي. رواه الترمذي (3513).

قال الشيخ الألباني رَحِمَهُ الله: في هذا الحديث فائدتان:

 الفائدة الأولى: أن المسلم يمكن أن يشعر شعورًا ذاتيًّا شخصيًّا بملاقاته لليلة القدر.

والفائدة الثانية: أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.

[المرجع دروس للشيخ الألباني 26/8 بترقيم الشاملة].

ومن هذه العلامات أن صبيحتِها تطلع الشمس بيضاء لا شعاع لها، كما قال أُبَيُّ بن كعبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:« وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ، هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِيَامِهَا، هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا» رواه مسلم (762).

وهذه العلامة بعد وقوعِهَا.

 

وقد سُئِل الشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله كما في «مجموع الفتاوى»(6/98): هل ترى ليلة القدر عيانا أي: أنها ترى بالعين البشرية المجردة؟

وقد أجاب رَحِمَهُ الله: قد تُرى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله سبحانه؛ وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة رضي الله عنهم يستدلون عليهما بعلامات.

 ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانا واحتسابا.

 فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم؛ طلبا للأجر والثواب، فإذا صادف قيامه إيمانا واحتسابا هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها، قال صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».

أسأل الله عَزَّ وَجَل أن يرزقنا وإياكم الفوز بقيام ليلة القدر، ونعوذ بالله أن نكون من المحرومين.