حكم الحائض والنفساء تمس المصحف وتقرأ القرآن
قُدِّم لوالدي رَحِمَهُ الله هذا السؤال:
هل يجوز للمرأة الحائض والنُّفَساء أن تمسَّ القرآن وأن تقرأَ فيه، خاصة في شهر رمضان المبارك الذي يخصِّصُه الناسُ لختم القرآن؟
لا أعلم مانعًا مِن هذا، وحديث :« لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ»([1]) منهم من يقول: إنه مرسل، وعلى الفرضِ بأنه بمجموعِ طرقِه صالحٌ للحجيَّة، فيكون محمولًا على ما قاله الشوكاني في «نيل الأوطار»([2])، يقول «لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ» أي: مسلم، فلا يمس الكافر؛ لأن النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « نهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ»، هذا أمرٌ.
بقيَ قولُه تعالى: ﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة:79]، فالمراد أنه ﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ أي: الملائكة، كما قال الإمام مالك في «موطئه»([3])، وقال: هذه الآية يفسِّرها قوله تَعَالَى: ﴿ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)﴾ [عبس]، أي: الملائكة، فمعناه: أنه لا يمسُّه إلا الملائكة، كما قال ربنا جلَّ وعلا :﴿ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)﴾ [الشعراء].
[ش/ بعض أحكام الصيام لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]