المرأة العابدة الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟».
قُلْتُ: فُلانَةُ لا تَنَامُ بِاللَّيْلِ، فَذُكِرَ مِنْ صَلاتِهَا.
فَقَالَ: «مَهْ عَلَيْكُمْ مَا تُطِيقُونَ مِنَ الأَعْمَالِ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا».
رواه البخاري (1151)، ومسلم(785)
وعند مسلم تقول عائشة: هَذِهِ الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ.
وهذا الحديث فيه: اجتهاد الصحابية الحولاء في العبادة، وأنها من النساء القوَّامَات.
غير أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنكر عليها المبالغة في القيام؛ حيث ذُكِر له أنها لا تنام في الليل.
فالسنة أن ينام ويقوم.
وإذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنكر عليها سهر الليل كله في العبادة والقيام، فكيف بأولئكَ الذين يسهرون مع الجوالات واللقاءات والمنتزهات؟!
وما حالُ هذا الصنفِ في النهار؟
حاله نوم وخمول وضياع، وماذا يبقى له من الوقت؟ الله المستعان.
وفيه أيضًا من الفوائد: سؤال الرجل أهله مَنْ عندهم؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في « شرح رياض الصالحين»(2/214): في هذا الحديث: أن الإنسان ينبغي له إذا رأى عند أهله أحد أن يسأل: من هو؟
لأنه قد يكون هذا الداخل على الأهل ممن لا يرغب في دخوله، فإن من النساء من تأتي إلى أهل البيت تحدثهم بأحاديث يأثمون بها من الغيبة وغيرها، وربما تدخل امرأة ـ بحسن نية أو غير حسن نية ـ تسال مثلًا عن البيت؛ عما يفعل الزوج، وعما يفعل الابن، عما يفعل أخوك، ثم إذا ذكرت ما يفعل قالت: هذا يسير، كيف ما يعطيكم إلا كذا؟ كيف ما يعطيكم إلا هذه الثياب؟ إلا هذا الطعام؟ وما أشبه ذلك، حتى تفسد المرأة على زوجها، فلذلك ينبغي للإنسان إذا وجد عند أهله أحد أن يسأل عنهم: من هؤلاء؟ كما سأل النبي عليه الصلاة والسلام عائشة عن المرأة التي عندها.