تسأل إحدى أخواتي في الله: ما هي عدة المرضع التي لا تحيض عند الخلع؟
عليها أن تنتظر حتى تحيض؛ لأن عدة المختلعة حيضة واحدة، والدليل:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَعْتَدَّ بِحَيْضَةٍ. رواه الترمذي(1185).
في هذا الحديث:
بيان عدة المختلعة وأنها تعتد بحيضة؛ وذلك لبراءة الرحم.
وقد ذهب إلى أن المختلعة تعتد بحيضة جماعة من الصحابة.
وَذَهَبَ إليه إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ، وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ، اخْتَارَهَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية.
يراجع [زاد المعاد 5/179].
وثبت عن عُبَادَةَ بْنِ الوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ رُبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَ: قُلْتُ لَهَا: حَدِّثِينِي حَدِيثَكِ، قَالَتِ: اخْتَلَعْتُ مِنْ زَوْجِي، ثُمَّ جِئْتُ عُثْمَانَ فَسَألتُهُ، مَاذَا عَلَيَّ مِنَ العِدَّةِ؟
فَقَالَ: لَا عِدَّةَ عَلَيْكِ، إِلَّا أَنْ تَكُونِي حَدِيثَةَ عَهْدٍ بِهِ، فَتَمْكُثِي حَتَّى تَحِيضِي حَيْضَةً، قَالَ: وَأَنَا مُتَّبِعٌ فِي ذَلِكَ قَضَاءَ رَسُولِ الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي مَرْيَمَ المَغَالِيَّةِ، كَانَتْ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، فَاخْتَلَعَتْ مِنْهُ.
رواه النسائي، وحسنه والدي رحمه الله في«الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين»( 1850).
وهذا التفصيل اجتهاد من أمير المؤمنين عثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه يكفي براءة الرحم، إلا أن تكون حديثة عهدٍ به فتعتد بحيضة.
قال السندي رَحِمَهُ الله في « حاشية سنن النسائي»(6/187): قَوْله: حَدِيثَة عهد بِهِ، أَي: بِالزَّوْجِ، أَي: بِدُخُولِهِ عَلَيْك أَو بِالْجِمَاعِ، وَهَذَا يَقْتَضِي أَن الْحيض الْوَاحِد أَيْضا غير لَازم فِي ذَاته، وَإِنَّمَا اللَّازِم الِاسْتِبْرَاء إن علمت بِالْجِمَاعِ.