جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 10 أبريل 2023

(92) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة

تسأل إحدى أخواتي في الله عن صحة ما في هذه الرسالة:

فوائد الحيض للمرأة: هدية لكل النساء.

بجد الحمد لله إن الله خلقني امرأة؛ اقرأوا واستفيدوا مثل الصحابيات:

عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا اغتسلت المرأة من حيضها ، وصلت ركعتين تقرأ فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص ثلاث مرات في كل ركعة: غفر الله لها كل ذنب عملته من صغيرة وكبيرة، ولم تكتب عليها خطيئة إلى الحيضة الأخرى، وأعطاها أجر ستين شهيد، بنى لها مدينة في الجنة، وأعطاها بكل شعرة على رأسها نورًا، وإن ماتت إلى الحيضة ماتت شهيدة، وقالت عائشة رضي الله عنها : ما من امرأه تحيض إلا كان حيضها كفارة لما معها من ذنوبها، وإن قالت عند حيضها: الحمد الله على كل حال، وأستغفرك من كل ذنب، كتب لها براءة من النار، وأمان من العذاب.

وأيضًا تقدم أن الحائض إذا استغفرت عند كل صلاة سبعين مرة : كتب لها ألف ركعة، ومحى عنها سبعين ذنبًا، وبنى لها في كل شعرة في جسدها مدينة في الجنة.

لا تكوني أنانية فقط تقرأيها .. أرسلي ليستفيد غيرك وتستفيد خاص للنساء.

تدِرِي ليش واجب عليك نشرها ؟ لأنه من عرف علم بالدين ولم يقم بنشره يلجم يوم القيامة بلجام من نار.

أرجو نشرها لعدد أكبر من النساء

هل هذا صحيح؟

الجواب:

هذه أحاديث مكذوبة؛ لا يصح منها شيءٌ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وليس فيه ما يشجع المرأة في دينِها على نزول الحيض؛ غير أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزَّاها وصبَّرها، تقول  عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ نَذْكُرُ إِلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا جِئْنَا سَرِفَ طَمِثْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكِ؟» قُلْتُ: لَوَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنِّي لَمْ أَحُجَّ العَامَ، قَالَ: «لَعَلَّكِ نُفِسْتِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَإِنَّ ذَلِكِ شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَافْعَلِي مَا يَفْعَلُ الحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي». رواه البخاري (305)، ومسلم (1211).

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ ذَلِكِ شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ» قال ابن رجب في «فتح الباري»(2/31): أي:  أنَّهُ قضى بهِ عليهن وألزمهن إياه، فهن متعبَّدات بالصبر عليهِ.

وبيَّن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن المرأة ناقصة دين؛ لأنها تمكث الأيام لا تصلي ولا تصوم.

ويتناول آلام الحيض وما يحصل من كآبة وتغيُّر المزاج أحاديث مكفرات الذنوب، كحديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وأَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ، وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» رواه البخاري(5641).

واحذري من نشر الأحاديث المكذوبة- إلا لبيان حالها للناس، وتحذيرهم منها-، بل والأحاديث الضعيفة؛ فإن هذا كبيرة من الكبائر، يتناوله قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».