جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 5 أبريل 2023

(125)الإجابةُ عن الأسئلةِ

 

أخت لي تسأل: هل مسابقة المعلم طلابه جريًا بالأقدام يعد من خوارم المُروءة؟

الجواب

المروءة: قال ابن القيم رَحِمَهُ الله في «مدارج السالكين» (2/ 334): حَقِيقَةُ الْمُرُوءَةِ تَجَنُّبُ الدَّنَايَا وَالرَّذَائِلِ، مِنَ الْأَقْوَالِ، وَالْأَخْلَاقِ، وَالْأَعْمَالِ.

فهل إذا سابق المعلم طلابه بالجري يعد مما يخرم المروءة؟

ليس فيه ما يدل على أنه من خوارم المروءة، بل يدل على تواضعِهِ، وترفيهه عليهم.

وقد كان والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله أحيانًا يُسابق طلابه في مكانٍ يُسمى عندنا الوادي، بل رُبما سابقهم بالسباحة في البحر في رحلاتهم الدعوية، ويُذاكرهم بالعلم والإعرابات وهم يَسْبَحُون.

وكان والدي يذكر كتاب الشيخ مشهور «خوارم المروءة»، وينتقِد عليه ذِكْر بعض المسائل التي لا تدخل في الخوارم.

وإليكم كلام والدي رَحِمَهُ الله في « مراجعة تدريب الراوي» عن هذه المسألة، وبيان ضابطِها:

الشيخ: ما هي المروءة؟

الطالب: المروءة هي: الأعمال التي تُذّمُّ عُرْفًا.

الشيخ يضيف: أو شرعًا.

الطالب: قالوا: الفسق هي: الأعمال التي تُذَمُّ شرعًا، والمروءة هي الأعمال التي تذم عرفًا.

الشيخ: عرفًا أو شرعًا، حتى بشرط أن يكون العرف مقيدًا بالشرع؛ لأنه رُبَّ شيء يُتَعارف عليه في بلد ويُستحسن في بلد أخرى، وإلَّا فالشوكاني رَحِمَهُ اللهُ يقول: إنها لا ترد الرواية والشهادة اللتان هما قنطرتا الإسلام، بمجرد مخالفة عادة من العادات.