جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 31 يناير 2023

(39) مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ

                              من أدعية الرُّشْدِ

 

من أدعية الفِتْيَة أصحاب الكهف: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) ﴾ [الكهف:10].

هذا دعاء عظيم جامعٌ لكل خير، وأنه عند الشدائد واستغلاق الأمور، يدعو الإنسان بهذا الدعاء.

 وعلم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ الصحابي حصينًا والد عمران أن يقول: «قُلِ: اللهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لي عَلَى رُشْدِ أَمْرِي، اللهُمَّ اغْفِر لي مَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنتُ، وَمَا أَخطَأْتُ، وَمَا عَمَدْتُ، وَمَا عَلِمْتُ، وَمَا جَهِلْتُ» رواه الإمام النسائي رَحِمَهُ اللهُ في «عمل اليوم والليلة» (993).

«وَاعْزِمْ لي» من العزيمة، وهذا من أدعية العزيمة، من أدعية الهِمَّة، والانسان قد يكون محبًّا للخير، يريد أن يكون من حفظة القرآن، ومن العبَّاد، المسابقين إلى الخير، لكن ينقصه العزيمة، فالدعاء بالصدق في العزيمة عون بإذن الله عَزَّ وَجَل على تحقيق المراد.

قال ابن رجب كما في «مجموع رسائله»(1/343):العزيمة عَلَى الرشد مبدأ الخير؛ فإن الإنسان قد يعلم الرشد وليس له عليه عزم، فَإِذَا عزم عَلَى فعله أفلح.

والعزيمة: هي القصد الجازم المتصل بالفعل.

وقيل: استجماعُ قُوى الإرادة عَلَى الفعل.

ومن أدعية الرشد: عن شداد بن أوس قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ» رواه الإمام أحمد (28/ 338).

 فنسأل الله أن يجعلنا من الراشدين، الهادين المهديين.