جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 28 أغسطس 2022

(130)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ

 

الرِّدَّة أعاذنا الله وإياكم منها

 

الردة: الرجوع من الإسلام إلى الكفر.

والردة محبطة للعمل، قال تَعَالَى: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ [الزمر: 65].

 ويحمل هذا المطلق على المقيَّد في قوله تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ [البقرة: 217]. فهذا الإحباط في حق من مات كافرًا.

 وقد اختلف أهل العلم هل الردة نفسها محبطة للعمل أم لا يحبط العمل إلا إذا توفي على ردته؟

فمنهم من ذهب إلى أنه لا يحبط له عمل إلا بالوفاة كافرًا، وعند الإمام مالك يحبط بنفس الردة.

وكثير من أهل العلم يجعلون هذا مقيدًا بمن مات على ردته، وقد رجح هذا الشوكاني رَحِمَهُ اللهُ

وكذلك قال الشنقيطي والسعدي؛ للآية السابقة في سورة البقرة.

وإذا رجع إلى الإسلام قبل موته فإنه من فضل الله يرجع له ثواب أعماله السابقة؛ لقول النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لحكيم بن حزام: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ» رواه مسلم (123).