لا سعادة إلا بالعلم النافع، قال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ» رواه الإمام مسلم (2699) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
ولا حياة إلا بالعلم النافع، قال الله تَعَالَى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 122].
فعلى طالبة العلم أن تحرص على التفقه في دين الله والتزود من العلم النفع، قال الله تَعَالَى لنبيه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)﴾[طه].
وبحمد الله أهل السنة كل يوم وهم يزدادون علمًا وفقهًا وخيرًا، بخلاف أهل الأهواء والبدع فإنهم يزدادون جهلًا وبعدًا عن الخير.
والدروس نعمة من الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فهي تشد الهمةَ، وتقوِّي العزيمة، وتربط الطالبة، وكما قيل:
إن الدواعي تشد القوى... والقلوب ليست بسواء
وتقضي على الفراغ، وتعين على تنظيم الوقت، وترفع الجهل، وتنمِّي العلم، وكلمة واحدة تُسمع في الدرس يجعل الله فيها البركة، وترتسخ في الذهن، ربما لا تنسَى، فمن حضرت بقلب حاضر وجاهدت على التركيز وعدم تشتت الذِّهن، فإن شاء الله ينتهي الدرس والمعلومات قد حُفِظت، وأُودعت في الذاكرة، وهذا من فضل الله عَزَّ وَجَل.
علاوةً على ذلك أن الدروس لها تأثير عظيم في صلاح القلب، ولها تأثير في تزكية الجوارح، وسببٌ لتصحيح الأخطاء؛ وصلاح النيَّات؛ لأن الدروس في نفسِهَا تربية وتعليم، فكيف إذا انضمَّ إلى ذلكَ أنْ يكونَ المُعَلِّمُ معلِّمًا ومُربِّيًا؟!