جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 21 يونيو 2022

(5) المرأةُ والدَّعوة إلى الله

 

                  نصيحة قيمة في تثبيت المرأة الداعية

قال والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله:

أما أن نلتفت للناس وأن نُجاري المجتمع؛ من أجل ألَّا يقولوا: إننا متشددون، فلا نستطيع أن نعمل بسنة من سنن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، ولا نستطيع أن نقيم شعيرة من شعائر الإسلام.

فالواجب على المسلم أن يكون مؤَثِّرًا، وألَّا يتأثرَ بغيره، فأولئك أتباع كل ناعقٍ.

وأنتِ داعيةٌ إلى الله ينبغي أن تؤَثِّري على المجتمع، ولا تتأثَّري بالمجتمع.

 وتقدم أن قلنا: إننا لو راعينا المجتمع ما استطعنا أن نعمل بسنة، وكم أسرد ههنا في اليمن ما أُنكِر علينا، وبعد أيام أصبحت سُنَنًا، الحمد الله.

فلا ينبغي أن نلتفت إلى الذين لم يَوَفَّقوا، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف:28]. ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ [هود:112].

 والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: « قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ ». ونحن في هذا الزمن الذي سمعتم حديثَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَبْلُ: « الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ».

 فعلينا أن نجدَّ ونجتهد في الدعوة إلى الله، وفي بيان الإسلام للمسلمين؛ فإن المسلمين غَزَتهم الحضارة الغربية والحضارة الشرقية، حتى أصبحوا يرون المعروف منكرًا والمنكرَ معروفًا، فلا بد من الثبات، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا وإياكِ وسائرَ المسلمين.

 ولا ينبغي أن نتأثَّرَ بالضائعين المائعين، نعم أنتِ إذا لبستِ ما يوافق المجتمع ربما بعد أيام يقال: تغطية الوجه تشدُّدٌ، ويقال أيضًا: عدم الاختلاط بالرجال والتدريس في الجامعة تشدُّدٌ، ويقال أيضًا: عدم مصافحة الرجال تشدد، إلى غير ذلك وكم  وكم.. المهم «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» ([1]).

 وأنصحكِ أن تتزاوري مع أخواتك في الله وتتناصَحْن وتَدْعين إلى الله، والله المستعان.

[المرجع/ ش: أسئلة النساء وهو ضمن غارة الأشرطة المجلد الثاني]

 



([1]) رواه مسلم (145) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.