عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، صَوْمُ الدَّهْرِ» رواه الإمام أحمد (7577) ، وهو في «الصحيح المسند» (1339) لوالدي رَحِمَهُ الله.
سمى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ شهر رمضان شهر الصبر، وقد اشتمل الصيام على أنواع الصبر الثلاثة:
الصبر على طاعة الله عَزَّ وَجَل والصبر عن معصية الله؛ لأن الصائم يجتنب المعاصي ويجتنب المألوفات من الطعام والشراب، فإن الصائم لا يحل له الطعام والشراب أثناء الصوم.
والصبر على أقدار الله؛ فإن الصائم يؤلمه الجوع والعطش، وقد يصاب بالفتور والضعف النفسي، فيحتاج أن يصبر على أقدار الله حتى يمضي في صيامه، ويحفظ صيامَه؛ فإن الصيام يحتاج إلى حفظ عن المعاصي.
والصائم يحتاج أن يصبِّرَ نفسه على الهدوء وكظم الغيظ، وترك الغضب، يحتاج أن يصبر نفسه على خُلُقِ الحِلْم، إذا كان الله عَزَّ وَجَل يقول: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)﴾ [آل عمران: 134] على سبيل العموم، فكيف برمضان؟ الأمر فيه آكد.