اختص الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى شهر رمضان بفضائل وبركات وخيرات؛ ليتنافس فيه المتنافسون، ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ(26)﴾ [المطففين: 26].
-شهر رمضان شهر القرآن وفيه أُنزل، يقول الله عَزَّ وَجَل: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185]. وهذا يفيد اختصاص رمضان بهذه المزية، فينبغي الاهتمام بقراءة القرآن، وأن نقرأَ القرآن كله في شهر رمضان، مع الحرص على التدبر والانتفاع بمواعظ القرآن وآدابه.
-شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين، كما روى البخاري (3277)، ومسلم واللفظ له (1079) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ».
والمراد بـ«وَصُفِّدَتِ» أي: ربطت بالسلاسل، و«الشَّيَاطِينُ» هي: المردة. فلا يعارض هذا وجود المعاصي، فقد يَرِدُ سؤال أن الشياطين مصفَّدة ويوجد معاصي، وشحناء، ونحوه، فالمراد بـ«الشياطين»: المردة.
-شهر رمضان شهر المغفرة والتوبة، النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري (38)، ومسلم (760) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
«إِيمَانًا» بفرضيته، «وَاحْتِسَابًا» للأجر والثواب من الله عَزَّ وَجَل.
-شهر رمضان من مكفرات الذنوب، ويقول النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» رواه مسلم (233) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
-شهر يُعتق الله فيه كثيرًا ممن كان قد وجبت له النار، كما ثبت عند الإمام أحمد (36/538) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ»، وهو في «الصحيح المسند» (494) لوالدي رَحِمَهُ الله.
-شهر رمضان شهر الصبر، النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، صَوْمُ الدَّهْرِ» رواه الإمام أحمد (7577) عن أبي هريرة، وهو في «الصحيح المسند» (1339) لوالدي رَحِمَهُ الله.