شهر شعبان
في هذا اليوم الجمعة دخل شهر شعبان لعام 1443.
وهذا الشهر كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من الصيام. تقول عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ. رواه البخاري(1969)، ومسلم (1156).
ويجوز الصيام بعد منتصف شعبان؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذَلِكَ اليَوْمَ» رواه البخاري (1914)،ومسلم (1082).
الشاهد: نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تقدُّم رمضان بصوم يومٍ أو يومين، إلا من كان يصوم صومًا فليصمه، فدلَّ هذا أن الممنوع هو تقدُّم رمضان بصوم يومٍ أو يومين لمن لم يكن له صوم يصومه، كمن يصوم الاثنين والخميس فوافق التاسع والعشرين أو الثلاثين، فإنه يصوم ويصل الصوم بصوم رمضان.
وينبغي لأصحاب القضاء المبادرة وعدم التساهل، فقد ينصرم هذا الشهر وهو لم يقضِ، فيحصل الإثم إذا لم يكن هناك عذر شرعي، كمرضٍ، أو رضاع طفل للمرأة، أو حمل يضعفها عن الصيام.
فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أن أَقْضِيَ إلا فِي شَعْبَانَ» رَوَاهُ الْبخاري ومسلم.
والقضاء فيه التخيير في التفريق إلا إذا لم يبقَ من شعبان إلا قدْر ما عليه، فيجب التتابع إجماعًا؛ لضيق الوقت.
وينبغي إنجاز الأعمال التي يُستطاع تقديمها قبل دخول رمضان؛ ليتم التفرغ في رمضان للعبادة قدر المستطاع، فإن شهر رمضان شهر القرآن والعبادة.
وهذا مثل شراء ملابس العيد، ونظافة البيت، ونحو ذلك.
اللهم بلِّغنا رمضان، واجعلنا ممن يفوز فضائله وبركاته.
