دعاء كفارة المجلس
عَن عَائِشَةَ، قَالَت: مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا قَطُّ، وَلَا تَلَى قُرآنًا، وَلَا صَلَّى صَلَاةً، إِلَّا خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَت: فَقُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِسًا، وَلَا تَتْلُو قُرآنًا، وَلَا تُصَلِّي صَلَاةً، إِلَّا خَتَمْتَ بِهَؤلاءِ الكَلِمَاتِ، قَالَ: «نَعَم، مَنْ قَالَ خَيرًا خُتِمَ لَهُ طَابِعٌ عَلَى ذَلِكَ الخَيرِ، وَمَنْ قَالَ شَرًّا، كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ» رواه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (308).
هذا الذكر يُختم به المجلس أيًّا كان، سواء من مجلس علم أو زيارة أو انتهى من قراءة القرآن، أو من الصلاة.
فعائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عمَّت بقولها: « مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا قَطُّ »، ثم ذكرت على سبيل التخصيص: قراءة القرآن، والصلاة ، فقالت: « وَلَا تَلَى قُرآنًا، وَلَا صَلَّى صَلَاةً، إِلَّا خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ».
تنبيه:
تقول لي امرأة: بعض النساء يتحدثنَ في المجالس ويقعن في الغيبة وأشياء مخالفة، ويتكلنَ على دعاء كفارة المجلس " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ. أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ". فإنه يكفِّر الذنوب ويمحوها.
فتحدثتُ مع والدي رحمه الله فأنكر هذا الفعل وقال كلامًا معناه: هذا خطأ في فهم الدليل. اهـ.
قلت: المعصية شؤم قد تسبِّب الانتكاسة والعياذ بالله، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)﴾ [الصف].
قال ابن القيم رحمه الله في«الداء والدواء»(17) منكرًا على هذا الصنف: كثير من الناس يظن أنه لو فعل ما فعل، ثم قال: "أستغفر الله" زال أثر الذنب، وراح هذا بهذا!
وقال لي رجل من المنتسبين إلى الفقه: أنا أفعل ما أفعل، ثم أقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة، وقد غفر ذلك أجمعه، كما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال في يوم: سبحان الله وبحمده مائة مرة حُطّتْ عنه خطاياه ، ولو كانت مثلَ زبَدِ البحر.
وقال لي آخر من أهل مكة: نحن أحدنا إذا فعل ما فعل اغتسل وطاف بالبيت أسبوعا، وقد محي عنه ذلك.
قال: وهذا الضرب من الناس قد تعلّق بنصوص الرَّجاء، واتّكل عليها، وتعلق بها بكلتا يديه. وإذا عوتب على الخطايا والانهماك فيها سرد لك ما يحفظه من سعة رحمة الله ومغفرته ونصوص الرجاء.اهـ.