الاهتمام بالغريب في التعليم
عن أبي رِفَاعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ رَجُلٌ غَرِيبٌ، جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ، لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ، حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا، قَالَ: فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ، فَأَتَمَّ آخِرَهَا. رواه مسلم (876).
في هذا الحديث: اهتمام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتعليم الغريب، حتى إنه قطع خطبته وجعل يعلمه مما علمه الله، ثم عاد إلى خطبتِه.
وقال علي بن حجر أبو الحسن السعدي، أحد كبار المحدثين، ومن مشايخ البخاري ومسلم:
وَظِيفَتُنَا مِائَةٌ لِلْغَرِيبِ فِي |
۞۞۞ |
كُلِّ يَوْمٍ سِـوَى مَا يُعَــادُ |
شَـرِيكِيَّـةٌ أَوْ هُشَيْمِيَّـــةٌ |
۞۞۞ |
أَحَادِيثُ فِقْهٍ قِصَارٌ جِيَـادُ |
وهذا يفيد الاهتمام بالغريب في التعليم؛ ولهذا كان علي بن حجر يكرم من أتى إليه من الغرباء كل يوم بمائة حديث سوى ما يعاد، أي: سوى المتكرر.
(شَرِيكِيَّةٌ) أي: من أحاديث شريك بن عبد الله النخعي.
(هُشَيْمِيَّةٌ) أي: من أحاديث هشيم بن بشير.