عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»، وفي رواية: «وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» رواه البخاري ومسلم.
«تُرْجُمَانٌ»: المترجم: المعبر عن لغة بلغة.
وفي رواية في «صحيح البخاري» (7443): «لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، وَلا حِجَابٌ يَحْجُبُهُ».
من الفوائد:
· إثبات صفة الكلام لله.
· الإيمان برؤية الله في الآخرة، كما في رواية «وَلا حِجَابٌ يَحْجُبُهُ».
· أن الله يكلم جميع أهل الموقف كما يفيد عموم «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ»، فعلى الإنسان أن يستعد لهذا اللقاء، وأن يحذر من أسباب غضب الله.
· أن الإنسان يرى عمله يوم القيامة.
· هول الموقف يوم القيامة وأنه يُحاسب فيه العباد على أعمالهم. فليحذر المؤمن أن يلقى الله وهو على حال سيئ.
· الحث على أسباب الوقاية من النار كالصدقة والكلمة الطيبة، فالنبي صلى الله عليه وسلم عقب ذكر النار بما يقي من النار.
· الكلمة الطيبة عامة تشمل: كلمة التوحيد (لا اله إلا الله)، وقراءة القران، والأذكار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك.
ومن الكلمة الطيبة انتقاء المواضيع المناسبة؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المواضع قد يقطع كلامه ويسكت؛ لأن الكلام لا يناسب في بعض المقامات، كما في حادثة الإفك لما تكلم النبي صلى الله عليه وسلم ووقع اختلاف حتى همُّوا أن يقتتلوا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم ويسكتهم، ثم قطع كلامه صلى الله عليه وسلم وسكت.
ومن هذا على سبيل المثال ما ذكره لنا والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله عن رجل حضر العرس، فتكلم بكلمة في الموت، فقالت أم البنت: فقدتك أهذا عزاء!
فانتقاء الكلمات المناسبة من الحكمة، ومن الكلم الطيب.