جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 19 نوفمبر 2021

(84)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ

 

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)﴾ [يونس: 25]

﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وهي: الجنة. ﴿وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ والهداية هنا: هداية التوفيق. ﴿إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ والصراط المستقيم: الإسلام، وهذه الدار هي دار المؤمن الثانية. وقد ذكر سبحانه الدار الأولى دار الدنيا قبل هذه وزهده فيها وحذره من الركون إليها، ثم ذكر دار السلام دار الجنة التي أعدها الله لعباده المتقين؛ ترغيبًا فيها.

من فوائد هذه الآية:

·         التشويق إلى دار الآخرة، فقد ذكر الله هذه الآية بعد آية سرعة فناء الدنيا وبيان أن مآلها إلى الزوال؛ ترغيبًا في دار السلام، أي: أنها سالمة من الآفات والمكدرات، فالجنة دار أمان وبقاء، ودار سلامة من الأمراض والآفات والضعف والشقاء.

·         وفي الآية أن الله سبحانه يدعو جميع الناس إلى دار السلام التي لا سبيل إليها إلا بالإيمان والعمل الصالح، فهذه دعوةُ الله عَزَّ وَجَل لخلقه أنه يدعوهم إلى الجنة، كما قال تَعَالَى: ﴿ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ [البقرة: 221].

·         وفيه أنه ليس كل إنسان يستجيب لهذه الدعوة، ولكن من هداه الله وشرح صدره لقبولها كان من الفائزين بها، فالدعوة عامة لكن هداية التوفيق خاصة يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله.

·         وفيه الرد على القدرية الذين ينفون هداية التوفيق، ويقولون: إن الله لا يهدي ضالًّا، ولا يضل مهتديًّا.