جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 20 نوفمبر 2021

(26)تربيةُ الأَولَادِ

 

نعش الطفل بما يقَوِّي فطنتَه

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الحَارِثِ، قَالَ: صَلَّى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ العَصْرَ، ثُمَّ خَرَجَ يَمْشِي، فَرَأَى الحَسَنَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَحَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، وَقَالَ: بِأَبِي، شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ لا شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ، وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ. رواه البخاري (3542).

قال ابن الجوزي في كشف المشكل(1/42): هَذَا الْكَلَام من جنس الرجز الَّذِي كَانَت الْعَرَب ترقص بِهِ أَوْلَادهَا.

والترقيص للصَّغِير بالرَّجَز وَنَحْوه من الْكَلَام الْمُرَتّب أسْرع لإيقاظ فطنتهِ.

وَقوله: وعَلِيٌّ  يضحك.  أَيْ: رِضًا بِقَوْلِ أَبِي بَكْرٍ وَتَصْدِيقًا لَهُ، وَقَدْ وَافَقَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ يُشْبِهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو جُحَيْفَةَ. ذكره الحافظ في فتح الباري.

قال الحافظ:

وَفِي الْحَدِيثِ فَضْلُ أَبِي بَكْرٍ وَمَحَبَّتُهُ لِقَرَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَفِيهِ تَرْكُ الصَّبِيِّ الْمُمَيِّزِ يَلْعَبُ؛ لِأَنَّ الْحَسَنَ إِذْ ذَاك كَانَ ابن سَبْعِ سِنِينَ وَقَدْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَفِظَ عَنْهُ، وَلَعِبُهُ مَحْمُولٌ عَلَى مَا يَلِيقُ بِمِثْلِهِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ مِنَ الْأَشْيَاءِ الْمُبَاحَةِ، بَلْ عَلَى مَا فِيهِ تمرين وتنشيط وَنَحْو ذَلِك ،وَالله أعلم.