كُلُّ الصَّيْدِ فِي جَوفِ الفَرَا
الفَرا: حمار الوحش.
وهذا المثل كما قال الميداني في «مجمع الأمثال» (2/136): يضرب لمن يُفَضَّلُ على أقرانه.
وأصل هذا المثل كما قال الميداني في «مجمع الأمثال» (2/136): قَالوا: وأصل المثل أن ثلاثة نَفَرٍ خرجوا متصيدين، فاصطاد أحدُهم أرْنَبًا، والآخر ظبيًا، والثالث: حمارًا، فاستبشر صاحب الأرنب وصاحب الظبي بما نالا، وتطاولا عليه، فقال الثالث: كُلُّ الصَّيْدِ في جوف الفَرا، أي: هذا الذي رُزِقْتُ وظَفِرْتُ به يشتمل على ما عندكما، وذلك أنه ليس مما يصيده الناس أعْظَمُ من الحمار الوحشي. اهـ.
فإذا صاد الفَرا كأنه قد صاد جميع الصيد. «الاقتضاب في شرح أدب الكتاب» (1/127).
فهذا من الأمثال التي يضرب بها إذا سئل عن كتاب مثلًا: هل هو مرجع يستفاد منه؟ أو سئل عن شخص من الأشخاص، فيقول مبالغًا في الثناء عليه: (كُلُّ الصَّيْدِ فِي جَوفِ الفَرَا).
وهذا المثَلُ يذكره النحويون في باب( أل) التي هي خاتمة أنواع المعارف، ويستشهدون به على مجيء( أل) لاستغراق الجنس مجازًا، حيث جُعِل صيد الفَرا كأنه جميع الصيد مبالغة.
أما نسبة هذا المَثَل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالحديث لم يصح بهذا اللفظ، أخرجه الرامهرمزي في «الأمثال»(1/119)، وهو مرسل من مراسيل ناصر بن عاصم الليثي.
