فِراش رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَدَمٍ وَحَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ. رواه البخاري (6456)، ومسلم (2082)
الأدم: بِفَتْحَتَيْنِ جَمْعُ أَدِيمٍ بِمَعْنَى الْجِلْدِ الْمَدْبُوغِ.
ليف: بِكَسْرِ اللَّامِ قِشْرُ النَّخْلِ. ذكره السندي في حاشية « سنن ابن ماجه » (2/538).
وفيه زهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدنيا.
وعن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بالباقر، قال: سُئلَت عائشةُ ما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك؟ قالت: من أدم حشوه من ليف.
وسئلت حفصة ما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك؟ قالت: مسحا نثنيه ثنيَّتين فينام عليه.
فلمّا كان ذات ليلة قلت: لو ثنيته أربع ثنيات لكان أوطأ له، فثنيناه له بأربع ثنيات، فلمّا أصبح قال: ما فرشتموا لي الليلة؟ قالت: قلنا هو فراشك، إلا أنّا ثنيناه بأربع ثنيات، قلنا: هو أوطأ لك، قال: ردوه لحالته الأولى فإنّه منعتني وطاءته صلاتي الليلة».
أخرجه الترمذي في « الشمائل»( 312) حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري، حدثنا عبد الله بن مهدي، حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: سُئلَت عائشةُ. الحديث.
وهذا إسنادٌ منقطع؛ فقد نقل ابن أبي حاتم عن أحمد أنه قال عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين: لا يصح أنه سمع من عائشة ولا من أم سلمة، وقال أبو حاتم: لم يلق أم سلمة. ذكره الحافظ ابن حجر في « تهذيب التهذيب» (9/351).
وذكر الحديث الشيخ الألباني رَحِمَهُ الله في « الضعيفة»( 4223)، وحكم عليه أنه ضعيفٌ جدًّا.
وقال: عبد الله بن مهدي؛ لم أعرفه، وأظن أن فيه تصحيفًا.
قال: ثم تبين لي أن الصواب فيه: عبد الله بن ميمون القداح؛ فإنهم ذكروا أنه يروي عن جعفر بن محمد، وعنه زياد بن يحيى البصري من شيوخ الترمذي، ومن طريقه روى هذا الحديث.
وابن ميمون هذا؛ منكر الحديث، متروك كما في «التقريب». اهـ.