جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 9 أكتوبر 2021

(1) مقتطف من سلسلة رسائل سعادة المرأة المسلمة

   

مقتطف من الرسالة الأولى من سلسلة سعادة المرأة المسلمة

العلم النافع

اعلمي أختي في الله أن العلم النافع -وهو علم الكتاب والسنة-، تحتاج إليه المرأة ولا تستغني عنه طرفةَ عين، ودونكِ بعضَ  فضائله:

العلم نورٌ وحياة للقلوب:قال الله:﴿ أَوَمَن كَانَ مَيتًا فَأَحيَينَاهُ وَجَعَلنَا لَهُ نُورًا يَمشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيسَ بِخَارِجٍ مِنهَا﴾[الأنعام:122].

 في هذه الآية بيان أن: العلم يجمع لصاحبه بين الحياة والنور.

العلم سعادة لا نظير لها: قال صلى الله عليه وسلممن يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيرًا يُفَقِّههُ فِي الدِّينِ» متفق عليه عن معاوية.

قال الآجرِّي رحمه الله في «أخلاق العلماء»(35):العِلمَ يُلهَمُهُ السُّعَدَاءُ، وَيُحرَمُهُ الأَشقِيَاءُ.

العلم أُنس وراحة وطمأنينة: قال الله:﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلُوبُ﴾ [الرعد:28والعلم من ذكرِ الله.

العلم من أسباب انشراح الصدر: قال ابن القيم في «زاد المعاد»(2/23):العِلمُ يَشرَحُ الصَّدرَ، وَيُوَسِّعُهُ حَتَّى يَكُونَ أَوسَعَ مِنَ الدُّنيَا، وَالجَهلُ يُورِثُهُ الضِّيقَ وَالحَصرَ وَالحَبسَ، فَكُلَّمَا اتَّسَعَ عِلمُ العَبدِ انشَرَحَ صَدرُهُ وَاتَّسَعَ، وَلَيسَ هَذَا لِكُلِّ عِلمٍ، بَل لِلعِلمِ المَورُوثِ عَنِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ العِلمُ النَّافِعُ، فَأَهلُهُ أَشرَحُ النَّاسِ صَدرًا، وَأَوسَعُهُم قُلُوبًا، وَأَحسَنُهُم أَخلَاقًا، وَأَطيَبُهُم عَيشًا. اهـ.

العلم رفعة عظيمة: قال الله:﴿ يَرفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة:11]. وقال صلى الله عليه وسلمإِنَّ اللهَ يَرفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أَقوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» رواه مسلم (817) عن عمر.

العلم النافع طريق إلى الجنة: قال صلى الله عليه وسلممَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلتَمِسُ فِيهِ عِلمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ» رواه الإمام مسلم (2699) عن أبي هريرة.

العلم حصنٌ حصين: يحفظ لك دينَك وتقواك واتجاهَك بإذن الله، ويقيك طريق الشرِّ والفساد والمصائب.

فاهتمِّي بالعلمِ النافع؛ لتعبدي الله على نورٍ وبصيرة، ولتكوني من أهل الجنة، ومن أهل السعادة، وليرفعَكِ الله في الأولى والأُخرى، ولتُنَزِّهي نفسَك عن الجهل وصفات أهل الجهل، فإن الجهل ظلمة وشقاوة وخسارة.

وحُثِّي أولادك على العلم النافع.

وفي مجالس اللقاءات استغلِّي اللقاء في موعظة، في تعليم..؛ ليكون هذا المجلس مجلس خير ورحمة وبركة تحفه الملائكة.

أما اللقاءات التي فيها الخوض والطعن في الناس والغيبة والنميمة فلا يحل حضورها إلا لتغيير المنكر.

ونسمع بعض النساء تقول: ليتني يكون عندي علم. والقول لا ينفع، صحيح أن تمني الخير مشروعٌ، لكن الله يقول:﴿ اقرَأ وَرَبُّكَ الأَكرَمُ﴾[العلقتقول لي امرأة: ليتني أكونُ مستفيدةً. فأخبرت والدي رحمه الله، فقال: تطلُبُ العلم.

ونسمع بعض النساء تقول: أنا محبَّة للعلم لكني مشغولة، ما عندي وقت. وهذا عذرٌ عليل، فإن حُب  العلم يبعث على الصبر والمجاهدة، فلا ينبغي الاستسلام والهبوط.

واعلمي أن هناك من العلم تعلمه فرض عين، مثل: التوحيد، والعقيدة، والطهارة، والصلاة. وذلك لقوله صلى الله عليه وسلمطَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسلِمٍ».

واعتبري بما تمرُّ به الأمة من ظروفٍ ووباء وشدائد، وأن هذا يحتاج منا إلى توبة ورجوع إلى الله، وأن نهتمَّ بالعلم النافع والعبادة، وأجر العبادة والعلم في أيام الفتن والمِحَن أعظم، كهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث.

فلا تُشغلي عن آخرتِكِ، فالرحيل قريب غير بعيد، قدِّمي الخيرَ لنفسِك، واستغلي الفراغ، فإن الفراغ داء قاتل يجعلك فريسةً للفُضولِ والأحزان والآلام.

واعلمي أن العلم أنفسُ ما تُصرف فيه الأوقات، وهو يُهَذِّبُ ويُؤدِّبُ، ويجعلُ العبد يعرفُ حقوق الله وحقوقَ عباده، ويوصِلُ إلى كل خير ويجنب كل سوء وشرٍّ.