جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 1 يوليو 2021

رسائل متفرقة

  بسم الله الرحمن الرحيم

فقد وصلني هذا السؤال أكثر من مرة عن صحة هذا المنشور المنسوب لوالدي رحمه الله، وهو التالي:

لن تتوقف الحياة.

هل تعلمين أن عائشة رضي الله عنها لم تنجب ولم يكن لها ذرية؟ ومع ذلك لم يوجد أثر في كتب السنة النبوية أن عائشة قالت: يا رسول الله، ادع الله لي بالذرية!

وهل تعلمين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مات عنها وعمرها ١٨ سنة؟ وكان شديد الحب لها،

وكانت شديدة الغيرة، أي عاشت بعده ٤٧ سنة، ومع ذلك لم تتحسر على الزواج، لكنها اشتغلت بالعلم والعبادة، وكانت معلمة، ومثقفة، ومفتيه لكبار الصحابة.

لن تتوقف الحياة على الإنجاب، ولا على الزواج، ولا على البيت، ولا على الضرة

-الزوجة الثانية-، ولا على المال، ولا على موت الوالدين، أو فقد الأبناء.

والدنيا دار ابتلاء، لم تكمل لأحد أبدًا.

املئي قلبك بالإيمان، والرضا، وحسن الظن بالله، ووقتك بطلب العلم، والعمل في كل ما ينفع نفسك ومجتمعك.

اجعلي الصبر زادك، والقرآن صاحبك: ﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾.

لا ينبغي للإنسان أن يكون فارغًا.

ما أخذ الله شيئًا إلا وعوض خيرًا منه، لا ينبغي للإنسان أن يكون فارغًا؛ لأن

الشيطان يتسلط عليه بخواطر السوء، فخير له أن يشغل نفسه بما ينفعه كي لا تشغله

نفسه بما يضره.

ختامًا: أنصح المرأة الصالحة أن تحرص على مجالسة النساء الصالحات، فإنها بهذا تزداد إيماناً، وتزداد علماً، وتزداد بصيرة.

الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله / «غارة الأشرطة».

والجواب: هذا الكلام لا صحة له عدا الجملة الأخيرة منه، وكأن من أرسلها لم يفهم أن الذي ذكره والدي رَحِمَهُ الله الجزء الأخير من الرسالة، فظن أن ذلك كله للشيخ، فتصرف وخلَّط، وجعله من أول الرسالة كله منسوبًا للشيخ رحمه الله، ثم الأُسلوب فيه ركاكة، ليس الأُسلوب المعروف عن والدي رحمه الله.

وإليكم النص من «غارة الأشرطة» (2/474) (ط/ دار الحرمين): أنصح المرأة الصالحة أن تحرص على مجالسة النساء الصالحات، فإنها بهذا تزداد إيمانًا، وتزداد علمًا، وتزداد بصيرةً. اهـ.

هذا لا مزيد عليه مِمَّا ذُكِر.

ومِن هنا نعلم من هذا وأمثالِه الكثيرة أن مواقع التواصل غير الموثوقة، والتي يتصدَّرُها الجهال لا نأتمنها في العلم، ولا في العزو، سواء عزو الأحاديث، أو الآثار، أو الأقوال. فيلزم التحرِّي.

ونختم هذا بقول ربِّنا سبحانه: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)﴾ [الإسراء].