جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 2 يوليو 2021

(9) القواعد والتعريفات من درس شرح قطر الندى

 بسم الله الرحمن الرحيم

 القواعد والتعريفات من الدرس التاسع

◆◇◆◇◆◇

 مما خرج عن الأصل في الإعراب

جمع المؤنث السالم وما ألحق به

العبارة المشهورة في تسمية هذا النائب: جمع المؤنث السالم، ومنهم من  يُسميه كابن هشام: مَا جُمِعَ بِأَلِفٍ وَتَاءٍ مَزِيدَتَيْنِ، ورأوا أن هذا أحسن من عبارة جمع المؤنث السالم؛ لأنه يشمل: ما سلم فيه بناءُ الواحد: كـ«زينب، وزينبات»، أو تغير كـ«سجدة، وسجَدات»، ويشمل: ما كان لغير مؤنث كـ«حمام، حمامات»، وما كان لمذكر كـ«طلحة، وطلحات».

وقد أجيب عن هذا الاعتراض بأن هذا القيد «جمع المؤنث السالم» لا مفهوم له.

وقال الصبان في «حاشيته على شرح الأشموني»(1/138):  أجيب عمن عبَّر به، بأنه صار علمًا في اصطلاحهم -اصطلاح النحويين-على ما جُمع بألف وتاء مزيدتين. اهـ.

وقد جمع بعضُهم ما يجمع بالألف والتاء المزيدتين في بيتين، وبعضه قياسي وبعضه سماعي:

وَقِسْهُ فِي ذي التَّا ونَحوِ ذِكرى

❖❖❖

وَدِرْهَم مُصَغَّرٍ وَصَحْرا

وَزَيْنَبُ وَوَصْفُ غَيْرِ العَاقِـــــــــلِ

❖❖❖

وَغَيْرُ ذا مُسَلَّـــــــــــمٌ للنَّاقِلِ

(وَقِسْهُ) أي: اجعل مقيسًا في هذه الخمسة الأشياء المذكورة:

1.   (فِي ذي التَّا) أي: ما كان علمًا، مثل: «خديجة، خديجات »، أو غير علم كـتمرة، تمرات».

2.   (ونَحوِ ذِكرى) أي: ألف التأنيث المقصورة علمًا: كـ«سعدى»، أو غير علم، كـ«فضلى». (وَصَحْرا) ألف التأنيث الممدودة علمًا، كـ«حسناء»، وغير علم كـ«صحراء».

3.   (وَدِرْهَم مُصَغَّرٍ) ما كان مصغرًا لغير العاقل «درهم، دريهمات».

4.    (وَزَيْنَبُ) هذا علم لمؤنث حقيقي، الذي ليس مختومًا بالتاء كـ «زينب، زينبات »، «هند، هندات».

5.   (وَوَصْفُ غَيْرِ العَاقِلِ) ما كان صفة لمذكر غير عاقل.

«وَغَيْرُ ذا مُسَلَّمٌ للنَّاقِلِ» وما عداها يُقتصر فيه على السماع.

 (مَزِيدَتَيْنِ) قيد أخرج الأصلية منهما، فإذا كانت التاء أصلية توجد في المفرد فلا يكون الجمع جمع مؤنث سالم، مثل: «بَيْتٌ، وَأْبْيَاتٌ»، وَ«مَيْتٌ، وَأَموَاتٌ» هذا يكون جمع تكسير.

أو كانت الألف أصلية، مثل: «قُضَاةٍ»، وَ«غُزَاةٍ» فهذا لا يجمع جمع المؤنث السالم، ويكون من باب جمع التكسير، فالألف في «قُضَاةٍ»، وَ«غُزَاةٍ» أصلية؛ لأنها منقلبة عن أصل وهو الياء والواو، إذ الأصل «قُضَيَةٌ»، وَ«غُزَوَةٌ».

مما ألحق بجمع المؤنث السالم:

أُولَاتُ» بمعنى: صاحبات.

-مَا سُمِّيَ بِهِ من جمع المؤنث وكذا الملحق به، نحو: «فاطمات» علم على امرأة واحدة، و«أُولَاتُ» علم على امرأة واحدة.

حكم جمع المؤنث السالم:

يرفع بالضمة، ويجر بالكسرة على الأصل فيهما، وينصب بالكسرة.

والحركة في جمع المؤنث السالم تكون ظاهرة إلا إذا أضيف إلى ياء المتكلم فتكون الحركة مقدرة، مثل: «بناتي، شجراتي».

فائدة: التنوين في جمع المؤنث السالم،كـ هنداتٍ، زينباتٍ. هذا يقال له: تنوين المقابلة، أي: أنه يقابل النون في جمع المذكر السالم.

◆◇◆◇◆◇

 مَا لَا يَنْصَرِفُ

الاسم الذي لا ينصرف عرفه ابن هشام رَحِمَهُ الله: (مَا فِيهِ عِلَّتَانِ فَرْعِيَّتَانِ مِنْ عِلَلِ تَسْعٍ، أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهَا تَقُومُ مَقَامَهَمَا) أي: مقام العلتين.

وما فيه علة واحدة تقوم مقام العلتين، هي:

- صيغة منتهى الجموع كـ: «مَسَاجِدَ» على وزن «مَفَاعِلَ»، وَ«مَصَابِيحَ» على وزن«مَفَاعِيلَ».

 والجمع فرع عن المفرد، إذ الأصل في الاسم أن يكون مفردًا.

وما معنى منتهى الجموع؟ قال ابن هشام رَحِمَهُ الله: (وَمَعْنَى هَذَا أَنَّ «مَفَاعِلَ»، وَ«مَفَاعِيلَ» وَقَفَتِ الْجُمُوعُ عِنْدَهُمَا، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِمَا فَلَا تَتَجَاوَزُهُمَا، فَلَا يُجْمَعَانِ مَرَّةً أُخْرَى) هذان الوزنان «مَفَاعِلَ»، وَ«مَفَاعِيلَ» أقصى شيء في الجموع، فالجموع انتهت عندهما، فالكلمة قد تجمع جمعًا آخر، فإذا وصلت إلى «مَفَاعِلَ»، وَ«مَفَاعِيلَ» لا تتجاوز ذلك.

والسبب في كون هذه العلة قامت مقام العلتين، هو كونه يجمع الاسم مرة بعد مرة فنزِّل هذا منزلة جمعين، وصارت علة واحدة مقام العلتين، وهذا تعليل نحوي.

- ألف التأنيث الممدودة والمقصورة تقوم مقام العلتين، والسبب أن هذا التأنيث تأنيث لازم لا ينفك عنها، فنزل منزلة تأنيث ثاني.

حكم الممنوع من الصرف: يرفع بالضمة، وينصب ويجر بالفتحة.

يكون الاسم الذي لا ينصرف منصرفًا إذا دخلت عليه (أل) التعريف نَحْوُ: ﴿وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾، أو أُضيف﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4).

نبَّه ابن هشام أن التمثيل للاسم المضاف «بأفضلكم» أولى من تمثيل بعضهم بـ «مَرَرْتُ بِعُثْمانِنَا»؛ لأن عثمان علم، والأعلام لا تضاف حتى تنكر، فإذا نُكِّر زال منه أحد السببين المانعين له من الصرف وهو العلمية، ولم يبق فيه إلا علة واحدة وهي: زيادة الألف والنون.

هذه فائدة، كون التمثيل «بأفضلكم» أولى؛ لأنه المانع له من الصرف الصفة ووزن الفعل، وهاتان موجودتان فيه أضفته أم لم تضفه، لا تزول بالإضافة كما تزول العلمية في «مَرَرْتُ بِعُثْمانِنَا».

◆◇◆◇◆◇

الأمثلة الخمسةِ

وَهِيَ: كُلُّ فِعْلٍ مُضَارِعٍ اتَّصَلَت بِهِ أَلِفُ الِاثْنَينِ، أَوْ وَاوُ الجَمْعِ، أَوْ يَاءُ المُخَاطَبَةِ.

المسند لألف الاثنين يكون للغائبَين وللحاضرَين: «يَقُومَانِ»، وَ«تَقُومَانِ».

المسند لواو الجماعة يكون للغائبِين والحاضرِين: «يَقُومُونَ»، وَ«تَقُومُونَ».

المسند لياء المخاطبة يكون للحاضرة: «تَقُوْمِينَ».

والتعبير بالأمثلة الخمسة أولى من التعبير بالأفعال الخمسة، وإن كان الثاني مشهورًا؛ لأنه ليس المقصود أفعالًا معينة.

حكم الأمثلة الخمسة:

 ترفع بثبوت النون، وفي حالة النصب تُنصب بحذف النون نيابة عن الفتحة. وفي حالة الجزم تُجزم بحذف النون نيابة عن السكون.

◆◇◆◇◆◇

الفعل المضارع المعتل الآخر

المعتل الآخر: وهو الذي آخره واو، أو ألف، أو ياء.

حكم الفعل المضارع المعتل الآخر إذا تقدمه جازم: حكمه أن حرف العلة يحذف. مثل: «لَمْ يَغْزُ»، وَ«لَمْ يَخْشَ»، وَ«لَمْ يَرْمِ»، وهذه قاعدة مهمة نحوية وإملائية.