❖❖❖❖❖❖
هل يستحب صيام رجب لأنه من الأشهر الحُرم؟
لا يُفهم من كون رجب من الأشهر الحُرُم استحبابُ صيامه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصومه.
قال ابن القيم رحمه الله في « زاد المعاد» (2/61): وَلَمْ يَصُمِ الثَّلَاثَةَ الْأَشْهُرَ سَرْدًا، كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ، وَلَا صَامَ رَجَبًا قَطُّ، وَلَا اسْتَحَبَّ صِيَامَهُ. اهـ .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «تبيين العجب بما ورد في شهر رجب»(23): لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة.
ويعني ابن القيم بسرد الثَّلَاثَةِ الْأَشْهُرِ: رجب وشعبان ورمضان.
ولم يصح تخصيص شهر رجب بالصوم فيه دون سائر الشهور، فلا يُخصص بصوم الاثنين والخميس، أو الأيام البيض أو غير ذلك.
والحمد لله لقد كان كبار السن عندنا لا سيما النساء، يحرصون أشدَّ الحرصِ على صيام شهر رجب، ويستعدون لصيامه، ثم تركوا صيامه بعد أن بيَّن لهم والدي الشيخ مقبل رحمه الله أن صيامه بدعة، فتركوه بعد أن ألِفُوه، فما أحسن العلم!
كيف يُنقذ الله به أناسًا، ربما كانوا مغمورين في البدع والخرافات والشركيات والظلمات والمنكرات.
ورحم الله والدي وغفر له، هذه من جملة السنن التي أحياها، التقيُّد في شهر رجب بالعمل بالدليل مع كثرة البدع فيه، وعدم إحداث شيء فيه لم يأذن به الله.
اللهم ثبتنا على الحق.