بسم الله الرحمن الرحيم
❖❖❖❖❖❖
تسأل أخت لنا عن حال الحديث الآتي:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مَنْ قَالَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَإِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا عَدَدَ الشَّفْعِ، وَالْوِتْرِ، وَكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الطَّيِّبَاتِ الْمُبَارَكَاتِ، ثَلَاثًا، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِثْلُ ذَلِكَ، كُنَّ لَهُ فِي قَبْرِهِ نُورًا، وَعَلَى الْجِسْرِ نُورًا، وَعَلَى الصِّرَاطِ نُورًا حَتَّى يُدْخِلْنَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟
الجواب:
هذا رواه ابن أبي شيبة في «المصنف»(6/32)، فقال رحمه الله: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ طَيْسَلَةَ، عن عبد الله بن عمر.
ومحمد بْن عَبْد الرحمن هو: مولي آل طلحة، كما في ترجمة مسعر في سياق ذِكْرِ شيوخه، من «تهذيب الكمال»(27/463). وهو ثقة.
و طيلسة –هو: ابن علي، ويقال ابن ميَّاس وميَّاس لقب -الراوي عن ابن عمر وثقه يحيى بن معين، كما في «الجرح والتعديل» (4/501)، وهو من رجال «تقريب التهذيب»، قال عنه الحافظ:مقبول، ووهِمَ رحمه الله إذ قد وثقه يحيى بن معين، كما ترى.
فالأثر صحيح. لكنه موقوف على عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وليس بمرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيُتَحَرَّى الأدلةُ الثابتةُ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة مثل هذه الأوراد التي خُصِّصَت بوقتٍ معيَّن كدبر الصلوات، وفي الصباح والمساء، وعند الخروج والدخول نقتصر فيه على ما ثبت عن نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
بل حتى في غير الأوراد من الأدعية والأذكار ينبغي أن نحرصَ أكثر وأكثر على ما ثبت عن نبينا.
قال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى » (22/510): الْأَدْعِيَةُ وَالْأَذْكَارُ النَّبَوِيَّةُ هِيَ أَفْضَلُ مَا يَتَحَرَّاهُ الْمُتَحَرِّي مِنْ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ.
وَسَالِكُهَا عَلَى سَبِيلِ أَمَانٍ وَسَلَامَةٍ، وَالْفَوَائِدُ وَالنَّتَائِجُ الَّتِي تَحْصُلُ لَا يُعَبِّرُ عَنْهُ لِسَانٌ وَلَا يُحِيطُ بِهِ إنْسَانٌ.
❖❖❖❖❖❖