جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 6 يناير 2021

(91)الإجابةُ عن الأسئلةِ

  بسم الله الرحمن الرحيم

❖❖❖❖❖❖

 امرأة  تسأل.. عن حكم هذا: رجل مات فكتبوا فوق باب البيت منزل المرحوم، أو المغفور له؟

من عقيدتنا أنه لا يصلح الجزم لمعين بالمغفرة والرحمة إلا من شهد له الدليل  بذلك؛ لأن هذه الأمور غيبية.

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَنَازَةِ صَبِيٍّ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ طُوبَى لِهَذَا، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ لَمْ يَعْمَلِ السُّوءَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ، قَالَ: «أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ، يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ». رواه مسلم (2662).

أنكرعليها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ الجزم بالجنة لهذا الصبي.

وقد قُدِّم للشيخ ابن باز رحمه الله هذا السؤال: ما هي صحة العبارات التي تطلق على الأموات، فنحن نسمع أن فلانًا المغفور له أو المرحوم، هل هذه العبارات صحيحة، وكيف توجهون الناس؟

ج: الواجب في هذا أن يقال: غفر الله له، رحمه الله، ولا يجزم بالمغفور له والمرحوم، هذا هو الذي ذكره أهل العلم، وكان أهل السنة والجماعة يقولون: لا يجوز الشهادة لمعين بجنة أو نار إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم أو شهد الله له في كتابه وإلا فلا، فمن شهد الله له في الكتاب العزيز بالنار، أبو لهب شهد الله له بالنار. وهكذا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كأبي بكر الصديق، وعمر، وعثمان، وعلي، وبقية العشرة، وغيرهم ممن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، أو بالنار، هذا يشهد له. أما من لم يشهد له الله ولا رسوله لا بجنة ولا بنار، فإنا لا نشهد له بذلك لا هذا ولا هذا، ولكن أهل السنة يرجون للمحسن، ويخافون على المسيء.والذي يظهر أن قول القائل: المرحوم فلان، والمغفور له فلان، في معنى الشهادة بالجنة والنار؛ لأن المرحوم والمغفور له معناه: أنه في الجنة، يعني: أن كل إنسان مرحوم ومغفور له فهو من أهل الجنة، هذا فيه جرأة وعدم تورع، والذي ينبغي في مثل هذا أن يقول: رحمه الله، غفر الله له، هذا هو الذي ينبغي في هذا المقام. اهـ.  المرجع «فتاوى نور على الدرب» للشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله (14/342-343).

❖❖❖❖❖❖