جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 28 ديسمبر 2020

(32)الحديثُ وعلومُه

رواية سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قال الإمام  مالك، وسئل عن سعيد بن المسيب هل أدرك عمر؟ قال: لا، ولكنه ولد في زمان عمر، فلما كبر أكب على المسألة عن شأنه وأمره حتى كأنه رآه.

 رواه الفسوي في «المعرفة» (1/468).بسندٍ حسن.

فهذا قول الإمام مالك أن سعيد بن المسيب لم يدرك عمر بن الخطاب.

 وقال يحيى بن معين: سعيد بن المسيب قد رأى عمر وَكَانَ صَغِيرًا. قال العباس بن محمد الدوري: قلت ليحيى: هُوَ يَقُول :ولدت لِسنتَيْنِ مضتا من خلَافَة عمر .

فَقَالَ يحيى: ابن ثَمَان سِنِين يحفظ شَيْئًا.«تاريخ يحيى بن معين»( 858).

يعني:استنكر يحيى بن معين سماع سعيد بن المسيب من عمر بن الخطاب؛لِصِغَرِ سِنِّهِ.

وقال الحافظ ابن كثير في « مختصر علوم الحديث»(350)ط دار الآثار:أما سعيد بن المسيب فلم يدرك الصديق، قولًا واحدًا؛ لأنه ولد في خلافة عمر لسنتين مضتا أو بقيتا، ولهذا اختلف في سماعه من عمر، قال الحاكم: أدرك عمر فمن بعده من العشرة، وقيل: إنه لم يسمع من أحد من العشرة سوى سعد بن أبي وقاص، وكان آخرهم وفاة. والله أعلم.

قال والدي الشيخ مقبل رحمه الله في « شرح مختصر علوم الحديث »في الصفحة المذكورة - شرح عبارة (لسنتين مضتا أو بقيتا)-:الظاهر مضتا؛لأنه اختُلِف في سماعه من عمر.

وقال رحمه الله في قوله: (ولهذا اختلف في سماعه من عمر)يعني:يقولون:إنه سمع منه خطبة الجابية،فالراجح سنتين مضتا،وليس بسنتَيْنِ بقيَتَا؛لأنه سمع منه خطبة الجابية.اهـ.