جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 27 أغسطس 2020

تذكير عن اليوم التاسع والعاشر من شهر الله المحرم

 


نذكر أنفسنا وإياكم أن غدًا الجمعة سيكون تاسوعاء من شهر الله المحرم.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ»رواه مسلم عن ابن عباس.

أي: يصوم صلى الله عليه وسلم التاسع وبعده اليوم العاشر.

وأن صوم يوم عاشوراء سيكون يوم السبت،وهو يكفر السنة الماضية لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«وَصَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً».رواه مسلم.

ومن اقتصر على اليوم العاشر فالفضيلة حاصلة له من حيث تكفير ذنوب السنة الماضية.

واستُحِبَّ صيام اليوم التاسع مخالفةً لليهود لأنهم يصومون اليوم العاشر فقط.

وأنبِّه أن زيادة أو بعده في حديث:« صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أوَبَعْدَهُ » ضعيفة منكرة من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى،وقد كان سيء الحفظ.

يُنظر«السلسلة الضعيفة»(4297)للشيخ الألباني.

فلهذا السنة صيام اليوم التاسع ،لا اليوم الحادي عشر.

 

أخت تسأل:هل أستطيع ان أنوي قضاء رمضان في يوم عاشوراء و أجمع نية الاثنين معا؟

الجواب:

لا يصلح  الجمع بين نية صيام القضاء ونية صيام يوم عاشوراء ،لا بُدَّ من فصلٍ بالنية،لتتميز العبادات بعضها عن بعض،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:إنما الأعمال بالنيات.

وهذه فتوى العلامة الشيخ ابن باز في هذه المسألة:

قال الشيخ ابن باز في «فتاوى نور على الدرب»(16/434): إذا كان الصوم واجبًا لا بد من نية الصوم الواجب الذي عليه.

 أما إذا كان تطوعًا الحمد لله، إذا وافق يوم الاثنين، يومًا من الأيام البيض، وافق خيرًا على خير والحمد لله.اهـ

وننصح الأخت أن تصوم القضاء،لأنه واجب،والواجب تقديمه أحب إلى الله من النافلة،للحديث القدسي« وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ»رواه البخاري عن أبي هريرة.

وفضل الله واسع،فقد تدركين إذا صمت القضاء صيام يوم عاشوراء،قال تعالى:﴿وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾[البقرة آية: 268].

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في«الشرح الممتع»(6/443) عن مسألة لو مر عليه عشر ذي الحجة أو يوم عرفة وعليه قضاء، فإننا نقول:

 صم القضاء في هذه الأيام وربما تدرك أجر القضاء وأجر صيام هذه الأيام، وعلى فرض أنه لا يحصل أجر صيام هذه الأيام مع القضاء، فإن القضاء أفضل من تقديم النفل.اهـ