جديد المدونة

الخميس، 23 يوليو 2020

(13)الآداب

من بِرِّ الوالدين حج الفريضة عن العاجز منهما

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ الفَضْلُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ، فَجَعَلَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصْرِفُ وَجْهَ الفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لاَ يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ.

رواه البخاري(1513)،ومسلم (1334).

هذا الحديث ذكر النووي في «شرح صحيح مسلم»من فوائده:بِرُّ الْوَالِدَيْنِ بِالْقِيَامِ بِمَصَالِحِهِمَا مِنْ قَضَاءِ دَيْنٍ وَخِدْمَةٍ وَنَفَقَةٍ وَحَجٍّ عَنْهُمَا وَغَيْرِ ذَلِكَ.اهـ

وقال البغوي في «شرح السنة» (7/27): في هذا الحديث دليل على أن الحج من فرائض الإسلام، كالصلاة والزكاة والصوم، والأمة مجمعون عليه، لقوله سبحانه وتعالى: {وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ} [آل عمران: 97].

وفي الحديث دليل على أنه يجوز للإنسان أن يحج عن غيره، إذا كان المحجوج عنه عاجزًا عن أدائه بنفسه، بأن كان ميتًا، أو حيًّا به علة لا يُرجى زوالها، من زمانة، أو كبر لا يستطيع معه الحج.