جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 21 مايو 2020

(11)دروس مختصرة في الصيام من كتاب عمدة الفقه الحنبلي

الدرس الحادي عشر

قال ابن قدامة رحمه الله:

 وَمَنْ أَكَلَ يَظُنُّهُ لَيْلًا، فَبَانَ نَهَارًا، أَفْطَرَ، وَمَنْ أَكَلَ شَاكًّا فِيْ طُلُوْعِ الْفَجْرِ، لَمْ يَفْسُدْ صَوْمُهُ ، وَإِنْ أَكَلَ شَاكًّا فِيْ غُرُوْبِ الشَّمْسِ فَسَدَ صَوْمُهُ.

قوله رحمه الله:وَمَنْ أَكَلَ يَظُنُّهُ لَيْلًا فَبَانَ نَهَارًا أَفْطَرَ

هذا له صورتان:

أن يأكل ظانًّا أنه ليل ثم تبيَّن أنه أكلَ   بعد طلوع الفجر

أن يأكل ظانًّا أن الشمس قد غربت ثم تبيَّن أن الشمس  لم تغرب

وهذا على المذهب الحنبلي وأكثر أهل العلم  يفسدُ صومُه وعليه القضاء.

والصحيح أن صومه صحيح،لأن هذا وقع خطأ وقد قال تعالى:﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾[البقرة: 286].

وروى البخاري (1959)عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: «أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَيْمٍ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ». (25/ 216)،

 وليس فيه أن الصحابة قضوا هذا اليوم.

وقد ذهب إلى هذا  جماعة من أهل العلم قالوا:ليس عليه قضاء كالناسي.

وهذا قول عروة والحسن البصري.

وقول إسحاق بن راهويه - وَهُوَ قَرِينُ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَيُوَافِقُهُ فِي الْمَذْهَبِ:أُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ وَقَوْلُهُمَا كَثِيرًا مَا يُجْمَعُ بَيْنَهُ.«مجموع الفتاوى»(25/232)لشيخ الإسلام.

وأهل الظاهر.

واختاره شيخ الإسلام في«مجموع الفتاوى»(20/572)،واستدل ببعض ما تقدم من الأدلة وبعض الآثار ثم قال رحمه الله:وَفِي الْجُمْلَةِ فَهَذَا الْقَوْلُ أَقْوَى أَثَرًا وَنَظَرًا وَأَشْبَهُ بِدَلَالَةِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْقِيَاسِ.

وهو قول والدي الشيخ مقبل.

وقول الشيخ ابن عثيمين في «الشرح الممتع»(6/398).ويُنظر «المغني»(3/147).

قوله:وَمَنْ أَكَلَ شَاكًّا فِيْ طُلُوْعِ الْفَجْرِ، لَمْ يَفْسُدْ صَوْمُهُ

والدليل قوله تعالى:﴿فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾  [البقرة: 187].

فإذا أكل وهو متردد في طلوع الفجر هذا صومه صحيح،لأنه لم يتبين له طلوع الفجر،ولأن الأصل بقاء الليل.

والفرق بين الظن والشك:

الظن:ترجيح أحد الطرفين على الآخر.

الشك:استواء الطرفين.

قوله:وَإِنْ أَكَلَ شَاكًّا فِيْ غُرُوْبِ الشَّمْسِ فَسَدَ صَوْمُهُ

هذه المسألة في صائم شك في غروب الشمس و أكل، هذا صيامه فسد،لأن الأصل بقاء النهار.

انتهى ولله الحمد والمنة الدرس الحادي عشر.

ويليه:بَابُ صِيَامُ التَّطَوُّعِ. إن شاء الله تعالى.