جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 15 مارس 2020

(78)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ



الدرس الثالث  تفسير سورة الحج رقم السورة(22) الآيات:5-7

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ﴾ الآيات

قوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ﴾ قال ابن كثير: أَيْ: فِي شَكٍّ.

﴿مِنَ الْبَعْثِ﴾ قال ابن كثير: وَهُوَ الْمَعَادُ وَقِيَامُ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

﴿فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾قال ابن كثير:أَيْ: أَصْلُ بَرْئه  لَكُمْ مِنْ تُرَابٍ، وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

﴿ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ﴾ وهو المني.

﴿ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ﴾ وهو دمٌ متجمد غليظ.

﴿مِنْ مُضْغَةٍ﴾ وهي قطعة صغيرة من اللحم بقدر ما يمضغ في الفم.

﴿ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ﴾﴿مُخَلَّقَةٍ﴾قال ابن جرير في تفسيره (16/463) يقول:«جَعَلْنَا الْمُضْغَةَ مِنْهَا الْمُخَلَّقَةُ التَّامَّةُ، وَمِنْهَا السِّقْطُ غَيْرُ التَّامِّ».

قال ابن كثير: فَإِذَا مَضَى عَلَيْهَا أَرْبَعُونَ يَوْمًا، وَهِيَ مُضْغَةٌ، أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا مَلَكًا فَنَفَخَ  فِيهَا الرَّوْحَ، وَسَوَّاهَا كَمَا يَشَاءُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ حَسَنٍ وَقَبِيحٍ، وَذَكَرٍ وَأَنْثَى، وَكَتَبَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا، وَشِقِّيٌ أَوْ سَعِيدٌ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، عن ابن مسعود قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ:" أَنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيُؤْذَنُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيَكْتُبُ: رِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ» الحديث

وعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ -يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: "يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ، وَيَكْتُبَانِ، فَيَقُولُ: أَذَكَرٌ أَمْ أَنْثَى؟ فَيَقُولُ اللَّهُ وَيَكْتُبَانِ، وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَرِزْقُهُ وَأَجَلُهُ، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ، فَلَا يُزَادُ عَلَى مَا فِيهَا وَلَا يُنْتَقَصُ.

وهذا رواه مسلم بمعنى هذا اللفظ، وظاهره يخالف حديث ابن مسعود لأن حديث ابن مسعود فيه أنه بعد هذه المراحل والأطوار وهي مائة وعشرون يومًا يبعث الله الملك فيكتب عمله وأجله ورزقه وذكوريته وأنوثيته وشقاوته وسعادته ، وأما حديث حذيفة بن أَسيد فهو يدل على أن هذا يكون بعد الأربعين،ويحمل حديث ابن مسعود على الغالب ويحمل حديث حذيفة  بن أَسيد على النادر.

وأذكر كلامًا لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله حول هذا وهو أنه قال له رجل طبيب: كيف إذا وجدنا شيئًا يخالف الدليل؟ فاستغرب والدي رحمه الله فقال: مثِّل لذلك؟

فقال الطبيب : وجدنا بعض الأجنة  يُكَوَّن خلقُها قبل تمام الأربعة الأشهر.

فقال الشيخ رحمه الله: هذه حالة أخرى قد جاءت في حديث حُذيفة بن أَسيد.  

﴿لِنُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ قال ابن جرير:(16/463):« لِنُبَيِّنَ لَكُمْ قُدْرَتَنَا عَلَى مَا نَشَاءُ، وَنُعَرِّفَكُمُ ابْتِدَاءَنَا خَلْقَكُمْ».

﴿وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ مَا نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ أي: تبقى في الأرحام إلى وقت الولادة، والولادة المعتادة تكون تسعة أشهر وقد تلد المرأة لستة أشهر، كما قال تعالى:﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾[الأحقاف] وقد تزيد على تسعة أشهر، وقد ذُكر في تراجم بعض العلماء أن أمه استمرت في الحمل إلى نحو ثلاث سنين، منهم محمد بن عجلان. وهكذا الإمام مالك تأخرت ولادته،حملت به أمه سنتين،كما في «الانتقاء»(10)،وفي«سير أعلام النبلاء»(8/55):حَمَلَتْ أُمُّ مَالِكٍ بِمَالِكٍ ثَلاثَ سنِيْنَ.

وقوله:﴿مَا نَشاءُ﴾ ولم يقل من نشاء لأنه يرجع إلى الحمل وهو جماد قبل أن ينفخ فيه الروح، كما في «فتح القدير» (3/516) للشوكاني.

 ﴿ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ أي: صغارًا، ولم يقل أطفالًا؛ لأن العرب تذكر الجمع باسم الواحد كما في «تفسير البغوي» (3/325).

وذكر «القرطبي رحمه الله في تفسيره» (12/12) مدة سن الطفل، وقال: الطِّفْلُ يُطْلَقُ مِنْ وَقْتِ انْفِصَالِ الْوَلَدِ إِلَى الْبُلُوغِ. اهـ.

قال ابن كثير: أَيْ: ضَعِيفًا فِي بَدَنِهِ، وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَحَوَاسِّهِ، وَبَطْشِهِ وَعَقْلِهِ. ثُمَّ يُعْطِيهِ اللَّهُ الْقُوَّةَ شَيْئًا فَشَيْئًا، وَيَلْطُفُ بِهِ، وَيَحْنُنْ عَلَيْهِ وَالِدِّيَةُ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَأَطْرَافِ النَّهَارِ. اهـ.

وهذا مما جعله الله غريزة في قلوب الأمهات والآباء روى البخاري (5999) ومسلم (2754) عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ،فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي،إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ،فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ،فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ» قُلْنَا:لا،وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ،فَقَالَ:«لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا».

وروى البخاري(3434) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،يَقُولُ:«نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ،أَحْنَاهُ عَلَى  طِفْلٍ،وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ».الحنان على الأولاد:الرحمة والعطف والشفقة.وهذا فيه الترغيب في الرحمة بالصغار.

والله يلقي في القلوب العطف والحنان وخاصة في قلب الأم ولهذا ربنا أوصى بها ولدها أكثر من الأب،فحق الأم أعظم من حق الأب،وهي التي حملت به وتحملت التعب والعناء،وكما قال تعالى:﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا﴾[الأحقاف].

{ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} قال ابن كثير:أَيْ:يَتَكَامَلُ  الْقُوَى وَيَتَزَايَدُ،وَيَصِلُ إِلَى عُنْفُوَانِ الشَّبَابِ وَحُسْنِ الْمَنْظَرِ.

﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى﴾ أَيْ فِي حَالِ شَبَابِهِ وَقَوَاهُ.

﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾ قال ابن كثير:وَهُوَ الشَّيْخُوخَةُ وَالْهَرَمُ وَضَعْفُ الْقُوَّةِ وَالْعَقْلِ وَالْفَهْمِ وَتَنَاقُصُ الْأَحْوَالِ مِنَ الْخَرَفِ وَضَعْفِ الْفِكْرِ،وَلِهَذَا قَالَ:﴿لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً﴾

 ﴿إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾أرذل العمر مرحلة سيئة وهي مرحلة الشيخوخة والهرم والخرف،فمن تعمر  قد يصل إلى هذه المرحلة وقد يحفظ الله له عقله وإدراكه وقواه،وقد يبلغ هذه المرحلة السيئة كما قال تعالى ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾[يس] وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستعيذ بالله من هذه المرحلة لأنها مرحلة يصير فيها بمنزلة الطفل روى البخاري (6370) عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،كَانَ يَأْمُرُ بِهَؤُلاَءِ الخَمْسِ:وَيُحَدِّثُهُنَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ،وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ».

﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً﴾ أي:ميتة يابسة ليس فيها نبات.

﴿فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ﴾ وهو المطر.

﴿اهْتَزَّتْ﴾ قال ابن كثير:أَيْ« تَحَرَّكَتْ بالنبات،وَحَيِيَتْ بَعْدَ مَوْتِهَا»،

﴿وَرَبَتْ﴾ قال ابن كثير:أَيِ« ارْتَفَعَتْ لَمَّا سَكَنَ فِيهَا الثَّرَى»،ارْتَفَعَتْ:أي علت.

﴿وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴿وَأَنْبَتَتْ﴾ أي:الأرض،﴿مِنْ كُلِّ زَوْجٍ﴾ أي:من كل نوع.

﴿بَهِيجٍ قال ابن كثير:أَيْ:حَسَنِ الْمَنْظَرِ طَيِّبِ الرِّيحِ.

وَقَوْلُهُ:ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ أَيِ الْخَالِقُ الْمُدَبِّرُ الْفَعَّالُ لِمَا يَشَاءُ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى﴾ قال ابن كثير:أَيْ كَمَا أَحْيَا الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ وَأَنْبَتَ منها هذه الأنواع ﴿إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فُصِّلَتْ] ﴿إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس]

﴿وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ﴾ فِيها أَيْ كَائِنَةٌ لَا شَكَّ فِيهَا وَلَا مِرْيَةَ.

﴿وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ أَيْ يُعِيدُهُمْ بَعْدَ مَا صَارُوا فِي قُبُورِهِمْ رِمَمًا وَيُوجِدُهُمْ بَعْدَ الْعَدَمِ.






أحاديث ضعيفة في تفسير سورة الحج رقم الآية(5)

ـــــــــــــــــــــــــــــ

عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَفَعَ الْحَدِيثَ-قَالَ:"الْمَوْلُودُ حَتَّى يَبْلُغَ الْحِنْثَ،مَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ،كُتِبَتْ لِوَالِدِهِ أَوْ لِوَالِدَتِهِ وَمَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ وَلَا عَلَى وَالِدَيْهِ،فَإِذَا بَلَغَ الْحِنْثَ جَرَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْقَلَمُ أُمِرَ الْمَلِكَانِ اللَّذَانِ مَعَهُ أَنْ يَحْفَظَا وَأَنْ يُشَدِّدَا،فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سنة في الْإِسْلَامِ أَمَّنَهُ اللَّهُ مِنَ الْبَلَايَا الثَّلَاثِ:الْجُنُونُ،وَالْجُذَامُ،وَالْبَرَصُ.فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ،خَفَّفَ اللَّهُ حِسَابَهُ.فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ،فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ،فَإِذَا بَلَّغَ الثَّمَانِينَ كَتَبَ اللَّهُ حسناته وتجاوز عن سيئاته،فإذا بلغ التسعين غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ،وَشَفَّعَهُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ،وَكَانَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ،فَإِذَا بَلَغَ أَرْذَلَ الْعُمُرِ {لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ مِنَ الْخَيْرِ،فَإِذَا عَمِلَ سَيِّئَةً لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ".

قال ابن كثير رَحِمَهُ الله:هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا،وَفِيهِ نَكَارَةٌ شَدِيدَةٌ..


ـــــــــــــــــــــــــــ

عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ وَاسْمُهُ لَقِيطُ بْنُ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكُلُّنَا يَرَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَنْظُرُ إِلَى الْقَمَرِ مُخْلِيًا بِهِ؟» قُلْنَا:بَلَى،قَالَ:«فَاللَّهُ أَعْظَمُ» قَالَ:قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى،وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ قَالَ:«أَمَا مَرَرْتَ بِوَادِي أَهْلِكَ مَحْلًا؟»  قَالَ:بَلَى.قَالَ:

ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ يَهْتَزُّ خَضِرًا؟» قَالَ:بَلَى.قَالَ «فَكَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَذَلِكَ آيَتُهُ فِي خَلْقِهِ».

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِهِ.

هذا الحديث فيه وَكِيع بْن حُدُسٍ ويقال عُدُس وهو مجهول عين،وهو من الأحاديث المشهورة في العقيدة في إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة،ولكنه حديث سنده ضعيف وكان والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله يضعفه بسبب وكيع بن حدس،والله أعلم.