جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 30 مارس 2020

(18)تربيةُ الأَولَادِ


جملة من الفوائد في أحكام الأولاد


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةِ النَّهَارِ، لاَ يُكَلِّمُنِي وَلاَ أُكَلِّمُهُ، حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَجَلَسَ بِفِنَاءِ بَيْتِ فَاطِمَةَ، فَقَالَ «أَثَمَّ لُكَعُ، أَثَمَّ لُكَعُ» فَحَبَسَتْهُ شَيْئًا، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تُلْبِسُهُ سِخَابًا، أَوْ تُغَسِّلُهُ، فَجَاءَ يَشْتَدُّ حَتَّى عَانَقَهُ، وَقَبَّلَهُ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَحْبِبْهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ»رواه البخاري(2122)،ومسلم (2421).



معنى بعض فقرات هذا الحديث:

قوله:(طَائِفَةٌ مِنَ النَّهَارِ)الْمُرَادُ قِطْعَةٌ مِنْهُ.

 ولكع المراد به هنا الصغير.

والسخاب بِكَسْرِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَبِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ جَمْعُهُ سُخُبٌ ،وَهُوَ قِلَادَةٌ مِنَ الْقَرَنْفُلِ وَالْمِسْكِ وَالْعُودِ وَنَحْوِهَا مِنْ أَخْلَاطِ الطِّيبِ يُعْمَلُ عَلَى هَيْئَةِ السُّبْحَةِ وَيُجْعَلُ قِلَادَةً لِلصِّبْيَانِ وَالْجَوَارِي.وَقِيلَ: هُوَ خَيْطٌ فِيهِ خَرَزٌ سُمِّيَ سِخَابًا لِصَوْتِ خَرَزِهِ عِنْدَ حَرَكَتِهِ مِنَ السَّخَبِ بِفَتْحِ السِّينِ وَالْخَاءِ. يُقَالُ: الصَّخَبُ بِالصَّادِ وَهُوَ اخْتِلَاطُ الْأَصْوَاتِ.اهـ من«شرح صحيح مسلم»للنوي.

<لا يكلمني ولا أكلمه>،قال الحافظ في «فتح الباري»:أما من جانب النبي صلى الله عليه وسلم، فلعله كان مشغول الفكر، بوحي أو غيره، وأما من جانب أبي هريرة فللتوقير. وكان ذلك من شأن الصحابة، إذا لم يروا منه نشاطًا.


من فقه هذا الحديث ومسائله المتعلقة بالأولاد


جَوَازُ إِلْبَاسِ الصِّبْيَانِ الْقَلَائِدَ وَالسَّخَبَ وَنَحْوَهَا من الزينة.قاله النووي.

استحباب تنظيفهم لا سيما عِنْدَ لِقَائِهِمْ أَهْلَ الْفَضْلِ.قاله النووي.


اسْتِحْبَابُ مُلَاطَفَةِ الصَّبِيِّ وَمُدَاعَبَتِهِ رَحْمَةً لَهُ وَلُطْفًا.قاله النووي.


 اسْتِحْبَابُ التَّوَاضُعِ مَعَ الْأَطْفَالِ وَغَيْرِهِمْ قاله النووي.


تقبيل الطفل ومعانقته.

قال القرطبي في «المفهم»(6/300):لا خلاف - فيما أحسب - في جواز عناق الصِّغار كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.



وفيه أيضًا من الفوائد:

منقبة للحسن رضي الله عنه.

الدعاء لمن يحب حسنا أن الله يحبه.

فضل من يحب الحسن.


اللهم اجعلنا ممن يحب الحسن بن علي بن أبي طالب حبًّا شرعيًّا.