جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 4 يناير 2020

(28) أحاديثُ منتقاةٌ من أحاديثِ البخاري ومسلم





عن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ، ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ  فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ»رواه البخاري(3409)،ومسلم(2652).



------------------------------

(احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى)قال ابن الجوزي في «كشف المشكل من حديث الصحيحين» (3/381):الاحتجاج: انتزاع الحجة، لغلبة الخصم.


قال ابن عبدالبر في «التمهيد»(18/14):في هذا الحديث من الفقه:


1)    إثبات الحجاج والمناظرة، وإباحة ذلك إذا كان طلبًا للحق وظهوره.

2)    إباحة التقرير والتعريض، في معنى التوبيخ في درج الحِجَاج حتى تقر الحجة مقرها.

3)    دليل على أن من عَلِم، وطالع العلوم فالحجة له ألزم وتوبيخه على الغفلة أعظم.

4)    إباحة مناظرة الصغير للكبير والأصغر للأسَنِّ، إذا كان ذلك طلبًا للازدياد من العلم، وتقريرًا للحق وابتغاء له.

5)    الأصل الجسيم الذي أجمع عليه أهل الحق، وهو: أن الله عز وجل قد فرغ من أعمال العباد، فكل يجري فيما قُدر له، وسبق في علم الله تبارك اسمه. اهـ

6)    الإيمان بوجود الجنة.

7)    قال القاضي عياض فيما نقله الحافظ في «فتح الباري» (11/512): فيه: حجة لأهل السنة في أن الجنة التي أخرج منها آدم، هي جنة الخلد التي وعد المتقون، ويدخلونها في الآخرة، خلافًا لمن قال من المعتزلة، وغيرهم: إنها جنة أخرى. ومنهم من زاد على ذلك، فزعم أنها كانت في الأرض.

8)    قال الحافظ في «فتح الباري»: وفيه: أنه يغتفر للشخص في بعض الأحوال، ما لا يغتفر في بعض، كحالة الغضب والأسف، وخصوصًا ممن طبع على حدة الخُلق وشدة الغضب، فإن موسى u لما غلبت عليه حالة الإنكار في المناظرة، خاطب آدم مع كونه والده، باسمه مجردًا، وخاطبه بأشياء لم يكن ليخاطب بها في غير تلك الحالة، ومع ذلك فأقره على ذلك، وعدل إلى معارضته فيما أبداه، من الحُجة في دفع شُبهته. اهـ

9)    ويدل الحديث على أن الأنبياء قد تقع منهم المعصية، أي: المعصية الصغيرة دون الكبيرة، ودون الذميمة.