يحيى
وعيسى ابنا الخالة
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا، الحديث وفيه: «ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ
الثَّانِيَةَ، فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ
مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ،
قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ
إِذَا يَحْيَى وَعِيسَى، وَهُمَا ابْنَا الخَالَةِ، قَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا، فَسَلَّمْتُ
فَرَدَّا، ثُمَّ قَالاَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ..».رواه
البخاري (3887)،ومسلم (164).
هذا
الدليل يدل أن أمَّ يحيى بن زكريا وأم
عيسى أختان.
وعلى
هذا يكون زكريا والد يحيى زوج أخت مريم عليهم الصلاة والسلام.
وقيل:زوجة
زكريا أخت أم مريم أي: أن زكريا عليه الصلاة والسلام وعمران متزوجان بأختين.
فعلى هذا يكون زكريا زوج خالة مريم ،وأم مريم
خالة يحيى بن زكريا.
قال
ابن كثير رحمه الله تعالى في «تفسير سورة آل عمران » (2/ 35)في سياق قصة مريم﴿
وَكَفَلَهَا زَكَرِيَّا﴾:وَإِنَّمَا قَدَّرَ اللَّهُ كَوْنَ زَكَرِيَّا كَافِلَهَا لِسَعَادَتِهَا، لِتَقْتَبِسَ مِنْهُ
عِلْمًا جَمًّا نَافِعًا وَعَمَلًا صَالِحًا.
وَلِأَنَّهُ كَانَ زَوْجَ
خَالَتِهَا عَلَى مَا ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ.َ
وَقِيلَ: زَوْجُ أُخْتِهَا،
كَمَا وَرَدَ فِي الصَّحِيحِ «فَإِذَا بِيَحْيَى وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا الْخَالَةِ»،وَقَدْ
يُطْلَقُ عَلَى مَا ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ ذَلِكَ أَيْضًا تَوَسُّعًا. اهـ
المراد.
وقال
الشيخ ابن عثيمين في «شرح الأصول الثلاثة» (1 /125)معلِّقًا على«فوجد فيها يحيى وعيسى عليهما الصلاة والسلام وهما ابنا الخالة»:
كل واحد منهما ابن خالة الآخر .فقال جبريل: هذان يحيى وعيسى فسلم عليهما، فردا
السلام وقالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح. اهـ.
والحاصل
أن ظاهرَ حديثِ الإسراء أن مريم نفسَها وليس أم مريم وزوجة زكريا أختان،وأن عيسى
ويحيى ابنا الخالة.