من
آداب المعلِّم
[ملازمة
الوظائف الشرعية: كالتنظيف بإزالة الأوساخ، والشعور التي ورد الشرع بإزالتها، كقص
الشارب، وتقليم الأظفار، وتسريح اللحية، وإزالة الروائح الكريهة، والملابس
المكروهة]
هذا من أخلاق المعلم اهتمامُه
بمظهَرِه في الشكل والهيئة، من غير تكلُّفٍ
ولا مبالغة بالغسل واستعمال الطيب وإزالة
الأوساخ والروائح الكريهة، والحث على النظافة
ظاهرًا وباطنًا من محاسن شرعِنا الحكيم. روى
الإمام مسلم (91)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ
حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ
جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ
الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ».
وروى الإمام مسلم (223) عَنْ
أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطُّهُورُ
شَطْرُ الْإِيمَانِ».
وروى البخاري (5889)، ومسلم (257) عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، رِوَايَةً: «الفِطْرَةُ
خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإِبْطِ،
وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ».
هذه الأدلة فيها الحث على النظافة.
قال ابن الجوزي في «صيد الخاطر»(173): ليست صورة البدن داخلة تحت كسب الآدمي، بل يَدخل تحت كسبه تحسينُها وتزيينها، فقبيح بالعاقل إهمال نفسه.
وقد نبَّه الشرع على الكل بالبعض، فأمر بقصِّ
الأظفار، ونتف الإبط،
وحلق العانة، ونهى عن أكل الثوم والبصل النيء، لأجل الرائحة.
وينبغي له أن يقيس على ذلك ويطلب غاية النظافة ونهاية الزينة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعرف مجيئة
بريح الطيب، فكان الغاية في النظافة والنزاهة. ولست آمر بزيادة التنظف،
الذي يستعمله الموسوس، ولكن التوسط هو المحمود. اهـ.
وقد نصَّ النووي على بعض التفاصيل
في أمور النظافة التي يحتاج إليها المعلم،وهي في الأصل آداب عامة لكلِّ مسلم:
أولا:
إزالة الأوساخ
إزالة
الأوساخ: من الثياب،
والجسد، والشعر،
والأسنان بالمضمضة واستعمال السواك..
ثانيا:
الشعور التي ورد الشرع بإزالتها، كقص الشارب
الشارب: الشعر الذي
على الشفة العليا، وهذا من خصال الفطرة، كما تقدم.
والحكمة
في قصِّ الشارب مخالفة المجوس. روى مسلم (260) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جُزُّوا
الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللِّحَى خَالِفُوا
الْمَجُوسَ».
وجمهور العلماء أن قص الشارب مستحب.
وذهب ابن العربي المالكي إلى وجوبه.
وهو قول والدي رحمه الله أنه يجب
الأخذ من الشارب.
ويستحب أن يبدأ باليمين في قص
الشارب وكذا في تقليم الأظفار وتسريح الشعر واللباس وغير ذلك مما له شأن.
روى البخاري (168)، ومسلم (5926) عَنْ
عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يُعْجِبُهُ
التَّيَمُّنُ، فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ،
وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثا:
تقليم الأظفار
بدون مبالغة، بعض الناس يقصِّرُ أظفاره حتى يؤلمه ما تحت الظفر، فلا يبالَغ في القَصِّ،
ولكن يُقَصُّ القطعةُ الزائدةُ عن اللحم.
والقِطعة الساقطة من الظُفُرِ بعد
القَصِّ، يقال لها قُلْمة، وقُلَامة.
وقص الأظفار من الفطرة، وأما تطويل الأظفار فهو تشبه بالكفار. وتشبه أيضًا بالبهائم،
وبعضهم يترك بعض الأظافر بدون قص، كظفر
الخِنْصِر أو المسبِّحة، ويحتج أنه يتركه
للحاجة، وهذا من تلبيس إبليس، وينافي العدل بين الأصابع،
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يَمْشِي أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا،
أَوْ لِيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا» رواه البخاري(5856)، ومسلم (2097)عن أبي
هريرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابعا:
تسريح اللحية
اللِّحية: الشعر
النابت على اللحيين والذقن وما قرب من ذلك.
وتسريح اللحية، وكذا تسريح الرأس من جملة النظافة والتجَمُّل.
روى الرامهرمزي في «المحدث الفاصل»
(585) عن
مَنْصُورٍ أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيّ قَالَ:
كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ يُحَدِّثَ، تَوَضَّأَ وَضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، وَلَبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ، وَلَبِسَ قَلَنْسُوَةَ،
وَمَشَطَ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ،
فَقَالَ: أُوَقِّرُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولفظة تسريح اللحية تومئ إلى إعفاء
اللحية والاهتمام بها، فلا يليق بالمعلِّم أن
يكون حِلِّيقًا أو معتديًا على لحيتِه بالتقصير.
روى الإمام مسلم (2344) عن
جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
الحديث في بعض أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم.. الحديث، وفيه، «وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ».
وحلق اللحية تشبه بالنساء. واللحية زينة للرجل وهيبة ووقار له.
وهناك مقالة: والذي زيَّن الرجال باللحى،
وقد استفدنا من والدي رَحِمَهُ اللَّهُ أنه ليس بحديث ولكنه قولٌ لبعضهم. اهـ.
وأنبه على حديثٍ منكر في الأخذ من
اللحية عرضًا وطولًا. روى الترمذي(2762) عن عبد
الله بن عمرو «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ مِنْ عَرْضِهَا
وَطُولِهَا». هذا في سنده عُمَرُ بْنُ
هَارُونَ البلخي، وهو متروك.
وأما ما رواه البخاري (5892) وَكَانَ
ابْنُ عُمَرَ: «إِذَا
حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ،
فَمَا فَضَلَ أَخَذَهُ»، فهذا اجتهاد منه، والعبرة بما روى لا بما رأى، وقد روى عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«خَالِفُوا المُشْرِكِينَ: وَفِّرُوا اللِّحَى،
وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ» رواه البخاري (5892)، ومسلم (259)، وفي
رواية للبخاري(5893)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«انْهَكُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى».
ثم ظاهر أثر ابن عمر أنه لا يفعل ذلك إلا في حجٍّ أو عمرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خضاب
المعلم بياض الشعر بغير السواد
من آداب المعلِّم أن يخضب بياض
شعرِهِ، قال الخطيب رحمه الله في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع»(تبويب حديث 871):
تَغْيِيرُ شَيْبِهِ بِالْخِضَابِ مُخَالَفَةً لِطَرِيقَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ. ثم قال: لَمْ
يَزَلْ صَبْغُ اللِّحْيَةِ مِنْ زِيِّ الصَّالِحِينَ،
وَزِينَةِ الْفُضَلَاءِ الْمُتَدَيِّنِينَ،
وَالْمُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ.
اهـ.
وقد كان من هدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ خضاب شعره، روى
البخاري (166)،
ومسلم (1187)عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ: لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الحديث وفيه فَإِنِّي
«رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ بِهَا، فَأَنَا
أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا».
قال القاري في «مرقاة المفاتيح»(7/2843) تَصْبُغُ
بِالصُّفْرَةِ: أَيْ بِالْوَرْسِ وَهُوَ
نَبْتٌ يُشْبِهُ الزَّعْفَرَانَ، وَقَدْ
يُخْلَطُ بِهِ.
وروى البخاري (5897) عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ،
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، «فَأَخْرَجَتْ
إِلَيْنَا شَعَرًا مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَخْضُوبًا»، وفي رواية للبخاري-عقب هذه الطريق-عَنْ
ابْنِ مَوْهَبٍ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، أَرَتْهُ «شَعَرَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْمَرَ».
قال ابن الجوزي في «كشف المشكل من حديث الصحيحين»(3/293): خضاب الشيب فيه ثَلَاث فَوَائِد:
إِحْدَاهَا:
امْتِثَال أَمر الشَّارِع.
الفائدة الثَّانِيَة: تخْتَص بالْمَرْأَة،
وَالنِّسَاء يَكْرهن الشيب جدًّا، فَإِذا
غُيِّر كَانَ أقرب حَالا عِنْدهن وَأصْلح لمعاشرتهن.
الفائدة الثَّالِثَة: تخْتَص بِالرجلِ وَهُوَ أَن الشيب يُؤثِّر فِيهِ
صُورَة وَمعنى، فَأَما الصُّورَة فيشينُه، وَلِهَذَا قَالَ أنس فِي صفة النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم: مَا شانَه الله ببيضاء. فَقيل لَهُ:
أَوَ شين هُوَ؟ فَقَالَ: كلكُمْ يكرههُ.
وَأما فِي الْمَعْنى فَإِنَّهُ يضعف الأمل،
وَيقطع الْقلب، لعلم الْإِنْسَان بِقرب
الْأَجَل. اهـ.
أما الخضاب بالأسود فهذا لم يفعلْه
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل نهى
عنه وحذَّر منه. روى مسلم (2102) عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ
وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ».
وروى أبو داود(4212)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «يَكُونُ
قَوْمٌ يَخْضِبُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِالسَّوَادِ،
كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ
رَائِحَةَ الْجَنَّةِ».
فائدة:
هناك رسالة بعنوان: تحريم الخضاب بالسواد. لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله. وهي ضمن «مجموعة
رسائل علمية».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خامسا:
إزالة الروائح الكريهة
أي: يتعاهد
المعلِّم نفسه قبل حضور الدرس. قال الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع»(تحت حديث856):
يَنْبَغِي لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يَكُونَ فِي حَالِ رِوَايَتِهِ عَلَى أَكْمَلِ
هَيْئَتِهِ، وَأَفْضَلِ زِينَتِهِ، وَيَتَعَاهَدَ نَفْسَهُ قَبْلَ ذَلِكَ بِإِصْلَاحِ
أُمُورِهِ الَّتِي تُجَمِّلُهُ عِنْدَ الْحَاضِرِينَ مِنَ الْمُوَافِقِينَ
وَالْمُخَالِفِينَ. اهـ.
فيتطهَّر المعلِّمُ ويتنظف ويستاك
لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْلاَ أَنْ
أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ
كُلِّ صَلاَةٍ» رواه البخاري (887)، ومسلم (252).
ويتطيَّب فقد كان النبي صلى الله
عليه وسلم يحبُّ الطِّيْبَ ولا يرده، يقول
النّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ
وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي
الصَّلَاةِ» رواه النسائي في «سننه» (3939) عَنْ
أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وذكره والدي في
«الصحيح المسند»
(100).
وإزالة الروائح الكريهة كالعرق وتغيُّر
رائحة الفم.
ومن باب أولى اجتناب المعلم أكل
الأشياء التي تثير الروائح الكريهة كالبقول والثوم عند اللقاء بالطلاب، سواء في المسجد أو غيره،
روى البخاري(7359)،
ومسلم(564)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَكَلَ
ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ
لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي
بَيْتِهِ»
وروى مسلم (567) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. «ثُمَّ إِنَّكُمْ،
أَيُّهَا النَّاسُ تَأْكُلُونَ شَجَرَتَيْنِ لَا أَرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ، هَذَا الْبَصَلَ وَالثُّومَ لَقَدْ رَأَيْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
إِذَا وَجَدَ رِيحَهُمَا مِنَ الرَّجُلِ فِي الْمَسْجِدِ،
أَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ إِلَى الْبَقِيعِ،
فَمَنْ أَكَلَهُمَا فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا».
وأخرجه مسلم (562) وعنده «فلا يقربنا، ولا يصلي معنا».
قال القرطبي رحمه الله في «المفهم» (2/166): قوله: «فلا يقربنا، ولا يصلي معنا»
يدل على أن: مجتمع الناس حيث كان لصلاة أو
غيرها كمجالس العلم، والولائم، وما أشبهها لا يقربها مَن أكل الثوم، وما في معناه مما له رائحة كريهة تؤذي الناس، ولذلك جمع بين الثوم،
والبصل، والكراث في حديث جابر. اهـ.
ويلحق
بالثوم شُرب الدخَّان
قال الشيخ الألباني في «الثمر المستطاب»(2/664): إن أول
تلك الملحقات بالثوم: النبات الخبيث المعروف ب
(التُّتَن) ،
لأن نتن ريحه أشد إيذاء للمسلمين من الثوم وغيره مما نص عليه في الحديث، كما يشهد بذلك كل من عافاه الله من هذه البلية
التي لا يكاد ينجو منها إلا القليل، بل يشهد
بذلك المبتلون أنفسهم عافاهم الله منه، ولن
يعافيهم الله إلا إذا سلكوا سبيلها: ﴿فأما من
أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى﴾ تلك هي سنة الله في عباده ولن تجد
لسنة الله تبديلا. اهـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سادسا:
الملابس المكروهة
من آداب المعلم اجتناب الملابس
المنهي عنها كثوب الشهرة، والتشبه بلباس
النساء، والعكس تشبه النساء بلباس الرجال، ولباس الكفار،
والملابس التي فيها صور ذوات أرواح، والضيقة
التي تُجسِّد حجم العورة، وإسبال الثوب إلى
تحت الكعبين.
ومعلومٌ أن الفعل عند الناس أبلغ من القول، ولهذا هم ينظرون إلى أفعال المعلم والداعي إلى
الله لا إلى أقواله، ولأن المعلم في نظر الناس
قدوة، فيتحتَّم على المعلم أن يكون قدوةَ خير، متحليًّا بالأخلاق والصفات العالية، بعيدًا عن الصفات الرذيلة.
والله المستعان.