من
آداب المعلم التخلق بالمحاسن التي ورد
الشرع بها
الآداب
يحتاج إليها كلُّ معلِّم، سواء كان معلمًا
للقرآن أو الفقه أو الحديث أو اللغة العربية أو البلاغة أو غير ذلك.
·
مكارم
الأخلاق
وكان
النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو إلى مكارم الأخلاق وينهى عن
رذائلها، وقد قال أبو سفيان لما سأله هرقل: قَالَ: مَاذَا
يَأْمُرُكُمْ؟ قُلْتُ:
يَقُولُ: اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلاَ
تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا
يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا
بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالعَفَافِ وَالصِّلَةِ. رواه البخاري (7)، ومسلم (1773) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عن أبي سفيان رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُم.
والأخلاق
هبة من الله، قال ابن القيم رَحِمَهُ الله في «الفروسية» (ص499): فَإِن
الْأَخْلَاق مواهب يهب الله مِنْهَا مَا يَشَاء لمن يَشَاء. اهـ.
وقد تكون
الأخلاق جبلية وقد تكون اكتسابية. والاكتسابية
لا تخرج عن كونها هبة من الله، الاكتسابية
يعني: يكتسبها الشخص،
ليس من طبيعته الرفق واللين والابتسامة لكن يكتسبها، يحاول أن يتخلق بها ابتغاء الأجر.
وهذا يفيدنا أهمية معرفة منزلة الأخلاق وأنها قربة إلى الله وتثقل الميزان، كما قال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى
آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ شَيءٍ فِي
الِميزانِ أَثْقَلُ مِن حُسْنَ الخُلُقِ».
رواه البخاري في «الأدب المفرد» (270) عن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.. إلى غير ذلك.
فلا ينبغي
التغافل والإهمال في قراءة الآداب والأخلاق،لأن
المؤمن ينتفع بذلك﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ
الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) ﴾ [الذاريات: 55].
وضد مكارم
الأخلاق مساوئ الأخلاق؛ لأن الأخلاق على قسمين: أخلاق كريمة محمودة وأخلاق سيئة مذمومة، كالكذب والخيانة والنفاق والكبر والعجب والغرور والحسد، ونحو ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من آداب المعلِّم
·
الزهادة
في الدنيا:
قال ابن
القيم رَحِمَهُ الله في «مدارج السالكين» (2/26): سمعت شيخ
الإسلام ابن تيمية يقول: الزهد ترك ما لا ينفع
في الآخرة، والورع ترك ما يخاف ضرره في الآخرة. وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع. اهـ.
يقول الله تَعَالَى في الحث على الزهد:﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا
مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)﴾ [طه: 131]. ويقول
سبحانه:﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) ﴾ والأدلة في ذلك كثيرة.
وأكثر
أسباب الانحراف والزيغ الاغترار بالدنيا، قال
سبحانه: ﴿
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ
أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ
تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ
مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا
يَظْلِمُونَ (177)﴾
[الأعراف].
فالدنيا
فتنة، كما قال تَعَالَى: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ
فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)﴾ [التغابن: 15].
والافتتان بها وتعظيمها من أسباب الانقطاع عن طلب العلم،
وما أكثر الذين انصرفوا عن طلب العلم بسبب الدنيا وحطامها،
ومنهم من انحرف انحرافًا شديدًا ودخل في الحزبيات والسياسات المنحرفة وأعرض عن
العلم الشرعي.
قال أبو
حازم سلمة بن دينار: يَسِيرُ الدُّنْيَا
يَشْغَلُ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْآخِرَةِ. أخرجه
الفسوي في «المعرفة والتاريخ»(1/678) بسند صحيح.
وذكر لنا
والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله: الميول إلى
الدنيا من أسباب محق بركة العلم.
هذا إذا
كان في الميول إلى الدنيا فكيف بمن انشغل قلبه بها ونافس فيها؟!
ولأهمية
الزهد كان النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يربي صحابته عليه ويرغبهم
في الآخرة، ففي حفر الخندق كان يذكرهم ويقول: «اللَّهُمَّ
لاَ عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ...
فَأَكْرِمِ الأَنْصَارَ، وَالمُهَاجِرَهْ» رواه البخاري (2961)، ومسلم (1805) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
ويقول
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَكْعَتَا
الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»
رواه مسلم (725)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
وحقيقة
الزهد عدم تعلق القلب بالدنيا، فإذا خلا القلب
من التعلق بالدنيا فإنه يكون زاهدًا ولو كان غنيًّا، لأنه
قنوع القلب. ومن كان فقيرًا خالي اليدين وقلبه
متعلق بالدنيا فهذا ليس بزاهد، لأن قلبه متعلق
بالدنيا، قلبه عنده مرض الطمع، ونسأل الله العافية من ابتلي بمرض الطمع فإنه لا
يشبعه شيء، ولو كان عنده الأموال الطائلة، قلبه فقير مليءٌ بالجشع والطمع.
وهذا كما
قال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ
أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ، وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ» رواه البخاري (6439)، ومسلم (1048) عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
· عدم المبالاة بالدنيا:
يعني: لا يفرح بما
أتى ولا يحزن على ما فات كما قال تَعَالَى: ﴿
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) ﴾ [الحديد: 23]. وهذه الصفة تتحقق فيمن لم يتعلق قلبه بالمال -وهذه صفة دقيقة- فإذا
جاء شيء لا يبالي، وإذا فُقد شيء لم يبالِ به.
هذه نصيحة
عظيمة للمعلِّم أنه لا يبالي بالدنيا أقبلت أو أدبرت،
وهذا هو هدي النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدم المبالاة
بالدنيا وبزخارفها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسباب تعين بإذن الله على قلع مرض الطمع من
القلب، من هذه الأسباب:
§ العلم الشرعي،
فالعلم الشرعي مفتاح لكل خير لأنه نور وهدى ﴿
قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) ﴾ [المائدة: 15].
§ الدعاء وكثرة ذكر الله عَزَّ وَجَل ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ (60)
﴾ [غافر: 60].
وكان من
أدعية النبي صلى الله عليه وسلم «اللهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ،
وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ،
وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، الْقَبْرِ اللهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا
يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا» رواه مسلم (2722)عن زيد بن أرقم.
§ مجالسة الصالحين،
والجلساء لهم تأثير كبير، ولهذا ربنا يحثنا
على مجالسة الزهاد العباد، يقول سبحانه: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ
عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا
قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) ﴾ [الكهف: 28]. أي: لا تتجاوز عيناك عن هؤلاء العُبَّاد الزُّهاد.
§ التأمل في حال الدنيا وكثرة المنغِّصَات فيها، وهذا أيضًا من أقوى الأسباب في التزهيد في الدنيا
والترغيب في الآخرة. إذا فكَّر العاقل وتأمَّل
في سرعة انقضاء الأعمار فيها في طرفة عين، بل
في سرعة انقضاء الدنيا، وكثرة المكدِّرات فيها
فإن هذا يعينه على الزهد في الدنيا، ويحذر
منها أشد الحذر.
وقد أعطى
الناسُ -إلا من رحم الله- الدنيا فوق قدرها، وكأنها
ليس بعدها آخرة، كأنها دار القرار، أنساهم حب العاجلة وأنستهم الغفلة حقيقة هذه
الحياة الدنيا، فصار الأمر: الأعمال دنيوية والمجالس دنيوية والمحادثات دنيوية
والتفكيرات دنيوية.
ولشدة محبة
الدنيا والتهالك فيها تباعدت الأرزاق وتحمَّل الناس هَمَّ الدنيا وغمَّها.
روى ابن ماجة (4105) عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عن النّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ كَانَتِ
الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ
أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ
عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا
إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ
الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ
أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ» وهو في «الصحيح
المسند» (351) لوالدي رَحِمَهُ الله.
والقناعة كنز وفلاح، كما روى
مسلم (1054)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَ:«قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا،
وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ».
وروى ابن
ماجه (4141)عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ:قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ
أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، آمِنًا
فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا».
نسأل الله
أن يطهر قلوبنا من مرض الطمع ومن مرض الشركيات والمعتقدات الفاسدة ومن جميع
الأمراض، فقد قال تَعَالَى:﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ
الْمُتَطَهِّرِينَ (222) ﴾[البقرة: 222].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· صفة
الكرم
صفة جليلة وصفة كمال،
من أخلاق الملائكة والنبيين، قال تَعَالَى في
وصف جبريل في سورة التكوير: ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي
قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) ﴾[التكوير].
وفي صفات
نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في الحديث الذي رواه البخاري (6) ومسلم (2307) عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ،
وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ
رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ،
فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ
الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».
وجاء الحث
على الكرم في أدلة كثيرة من القرآن والسنة ﴿
وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) ﴾[سبأ: 39].
وروى
البخاري (5352)، ومسلم
(993)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ
اللَّهُ: أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ
عَلَيْكَ».
ومن أسماء
الله عز وجل الكريم، قال تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ
كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) ﴾ [النمل: 40].
فالله كريم،
ويحب الكرماء، وضد السخاء والجود: البخل، وهذه
الصفة ذميمة ومن أخلاق اللئام ومن الأمراض المعنوية. روى
البخاري في «الأدب المفرد»(296) عن جابر
رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَن
سَيدُكُم يَا بَني سَلِمَةَ؟ قُلنا: جَدُّ بْنُ قَيسٍ،
عَلى أنَّا نُبَخِّلَهُ. قَالَ: وَأَيُ دَاءٍ أَدوَى مِنَ البُخلِ، بَلْ سَيِدُكُم:
عَمروبن الجَمُوح» والحديث في «الصحيح المسند»
(226)
لوالدي رَحِمَهُ الله.
والبخل من
الصفات التي استعاذ منها النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ
روى البخاري (6367)،ومسلم
(2722) عن
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
يَقُولُ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ
وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا
وَالمَمَاتِ».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· طلاقة الوجه من غير
خروج إلى حدِّ الخلاعة
طلاقة
الوجه: البشاشة والابتسامة وهذا من أجلِّ
القربات ومن مكارم الأخلاق، كما روى مسلم (2626) عَنْ
أَبِي ذَرٍّ، قَالَ:
قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ».
وهذا أيضًا
من أسباب جلب المحبة والمودة والأُلفة، وقد
كان هناك زميلان مستفيدان من طلاب والدي،
أحدهما عنده ابتسامة وبشاشة، والآخر عنده
فظاظة وغلظة، وكان والدي يميل إلى الذي عنده
بشاشة وطلاقة، وكان يسأله في الدرس أكثر من
الآخر.
فهذا من
الآداب ومن الحقوق الأخوية أن يلقاه بوجه طلق منبسط ليس بوجه عبوس،وهو من آكد
الحقوق للطالب على معلِّمه الذي يتردد على مجلسه للاستفادة منه.
الخلاعة: المجون والهزل.
فتكون طلاقة الوجه في حدودها، من غير زيادة في
المزاح وفي الضحك، ونحو ذلك.