جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 1 ديسمبر 2018

(20)الحديثُ وعلومُه


                 ثلاث مسائل مِن علم الحديث



عن ابن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«إِنَّ بِلاَلًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ». رواه البخاري(617)،ومسلم (1092).



في هذا الحديث دليلٌ لثلاث مسائل مِنْ علم الحديث:

·     جواز الاعتماد على صوت المحدث في الرواية وأنه لا يلزم أن يشاهِدَ الشيخ.وهذا عليه جمهورُ المحدثين.

وخالف شعبة فمنع من السماع من وراء ستر لاحتمال التباس الصوت عليه.كما روى الرامهرمزي في«المحدث الفاصل» ،والخطيب في «جامعه» (1/1001)عن شُعْبَةَ: إِذَا سَمِعْتَ مِنَ الْمُحَدِّثِ، وَلَمْ تَرَ وَجْهَهُ فَلَا تَرْوِ عَنْهُ.وسنده صحيح.

وإلى ذلك يشير العراقي في المنظومة الألفية في علم الحديث:

وَإِنْ يُحَدِّثْ مِنْ وَرَاءِ سِتْرِ

عَرَفْتَهُ بِصَوْتِهِ أو ذِي خُبْرِ

صَحَّ، وَعَنْ شُعْبَةَ لَا تَرْوِ لَنَا

إنَّ بِلَالًا، وَحَدِيْثُ أُمِّنَا





قال العراقي رحمه الله في«شرح الألفية»(1/415)في بيان وجه الاستشهاد بالحديث:أَمَرَ بالاعتمادِ على صوتِهِ مع غَيْبَةِ شَخْصِهِ عمَّنْ يَسْمَعَهُ،وكذلكَ حديثُ أُمِّ المؤمنينَ عائشةَ وغيرِها مِن أُمَّهاتِ المؤمنينَ كنَّ يُحدِّثْنَ مِنْ وراءِ حجابٍ،وينقلُ عنهنَّ مَنْ سمعَ ذلكَ، واحْتَجَّ به في الصحيحِ.وهذا معنى قولي:(وحديثُ أُمِّنَا).اهـ

·     جَوَازُ ذِكْرِ الرَّجُلِ بِمَا فِيهِ مِنَ الْعَاهَةِ إِذَا كَانَ يَقْصِدُ التَّعْرِيفَ وَنَحْوَهُ.

·      جَوَازُ نِسْبَةِ الرَّجُلِ إِلَى أُمِّهِ إِذَا اشْتُهِرَ بِذَلِكَ واحتيج إِلَيْهِ.ذكره الحافظ رحمه الله في فتح الباري(تحت رقم 617).