جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 24 سبتمبر 2018

تعليقٌ مختصَر على هذه الأبيات


        


إذا عاشَ الفَتى ستينَ عامًا * فَنِصفُ العُمرِ تَمحَقُهُ اللَيالي

وَنِصفُ النِصفِ يَذهَبُ لَيسَ يَدري * لِغَفلَتِهِ يَمينًا مِن شِمالِ

وَثُلثُ النِصفِ آمالٌ وَحِرصٌ * وَشُغلٌ بِالمَكاسِبِ وَالعيالِ

وَباقي العُمرِ أَسقامٌ وَشَيبٌ * وَهَمٌّ بِاِرتِحالٍ وَاِنتِقالِ

فَحُبُّ المَرءِ طولَ العُمرِ جَهلٌ * وَقِسمَتَهُ عَلى هَذا المِثالِ



الله المستعان.فماذا بقي لطاعة الله؟!


إذا عاشَ الفَتى ستينَ عامًا * فَنِصفُ العُمرِ تَمحَقُهُ اللَيالي

 نصف العمر يمشي في النوم ،بعض الناس ينام ثمان ساعات ،وبعضهم أكثر،وقد كان من علمائنا مَن يقتصر على أربع ساعات في النوم .

وبلاد الترف لا تعين على علوِّ الهمة والنشاط ،ولكن مهما كانت الأحوال لا يُستسلم لأي شيء يَشغل عن الله والدار الآخرة،ونسأل الله الإعانة ،علينا أن نعتبر أعمارنا  فرصة من الفُرَص،فنكون مع العلم ،ومع عبادة ربنا، ومع الدروس ،والقيام بما أوجب ربنا علينا.


وَنِصفُ النِصفِ يَذهَبُ لَيسَ يَدري * لِغَفلَتِهِ يَمينًا مِن شِمالِ

الغفلة مضرة ، ينتهي الوقت بدون ثمرة ولا فائدة بسبب الغفلة،  الغفلة  قد خيَّمت على القلوب وأظلمتها إلا ما رحم الله.

غافل عن دينه وربه ،ومع الشهوات والملاهي والنوم،ومع الأصحاب والشاشات والمنتزهات،فيرحل إلى داره الأخرى الدار الحقيقية وهوغير مستعدٌ للقاء ربه .وهذه أكبر حسرة وأعظم مصيبة .


وَثُلثُ النِصفِ آمالٌ وَحِرصٌ * وَشُغلٌ بِالمَكاسِبِ وَالعيالِ

انشغالات بالعيال وبالدنيا وحُطامِها،ولا يسلم إلا من سلمه الله.


وَباقي العُمرِ أَسقامٌ وَشَيبٌ * وَهَمٌّ بِاِرتِحالٍ وَاِنتِقالِ

كبر السن مظنة للأسقام والأمراض، فالإنسان يستغل عافيته وشبابه وقوَّته قبل أن يفوته وقبل أن يندم ،لأنه لابد من الضعف ومن الرحيل اليوم أو غدًا إلى حفرة القبر المظلمة ثم إلى دار القرار،إذا كان البعث والنشور.



إنَّ التأمُّل في العمر ومراحله لَعِبْرَةٌ لِمن اعتبر،وكيف يكونُ انتقاله من مرحلة إلى مرحلة حتى ينتقل إلى داره الثانية دار البرزخ،ثم إلى داره الثالثة دار القرار التي ما بعدها إلا جنة أونار .


والموت لا يأتي بنبأ لِيُستعد له، ولا يطرق الباب ويقول هأنذا ،هويأتي فجأة ،وقد يموت الإنسان في نومه ،وقد يموت وهوبصحة جيدة ، فليكن عندنا تهيؤٌ واستعداد، ونسأل الله حسن الخاتمة .