جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 22 سبتمبر 2018

(22) أحاديثُ منتقاةٌ من أحاديثِ البخاري ومسلم


               
                 الصلوات الخمس كفارة للذنوب



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ: ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ " قَالُوا: لا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا، قَالَ: «فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا»رواه البخاري(528)،ومسلم(667).



----------------------



الدرَن الوسخ.

وهذا الحديث يفيد:

فضل الصلوات الخمس وأنها من مكفرات الذنوب.

هذا الحديث ظاهره يشمل الذنوب الصغائر والكبائر،ولكنَّه مقيَّد بصغائر الذنوب .

لقوله تعالى:{ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)}[النساء].

 ولِما رواه مسلم (233)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:«الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ».

فإذا صلى الفجر مثلا ووقع في كبيرة نفاق أو كذب أو غيبة أو نميمة أو عقوق لوالديه أو أذى لأخيه المسلم بغير حق.. فصلاة الظهر لا تكون مكفِّرَةً لِما وقع بينها وبين صلاة الفجر.

وفيه ضربُ الأمثال.

 قَالَ ابن الْعَرَبِيِّ:وَجْهُ التَّمْثِيلِ أَنَّ الْمَرْءَ كَمَا يَتَدَنَّسُ بِالْأَقْذَارِ الْمَحْسُوسَةِ فِي بَدَنِهِ وَثِيَابِهِ وَيُطَهِّرُهُ الْمَاءُ الْكَثِيرُ فَكَذَلِكَ الصَّلَوَاتُ تُطَهِّرُ الْعَبْدَ عَنْ أَقْذَارِالذُّنُوبِ حَتَّى لَا تُبْقِي لَهُ ذَنْبًا إِلَّا أَسْقَطَتْهُ.[مرجع كلام ابن العربي فتح الباري تحت رقم (528)].

والأمثال حكمة العرب بها ينكشف الشيءُ الخفي كما قال ابن الجوزي رحمه الله في كشف المشكل من حديث الصحيحين.



وهل هذا الأجر يحصلُ لكلِّ مُصَلٍّ؟

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (5/49):كما أسلفنا أن هذا في الصلوات التي يتمها الإنسان ويحققها ويحضر قلبه ويشعر أنه يناجي الله سبحانه وتعالى فإذا تمت الصلاة على المطلوب حصل هذا الثواب العظيم.