جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 29 أغسطس 2018

(49) دُرَرٌ مِنَ النَّصَائِحِ


                    لا تكن سبهللًا



إن الوقت نعمة من الله سبحانه لا يوفَّقُ لاستغلاله في الخير والمنافع والطاعة إلا مَن كان موَفَّقًا.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ "رواه البخاري(6412).

الغبن :هو النقص.

وكثير من الناس لا يفهم إلا غبنَ البيع والشراء.

يبيع سلعة بثمنٍ تستحق أكثر منه.

أو يشتري سلعة تستحق أقل من الثمن الذي دفعه.

هذا يعدونه غبنًا لأنه خسِر ونقص عليه.

وقد دلَّ هذا الحديث:أن المغبون مَنْ خسر وقتَه وعمرَه وصحته فلم يستفد منهما ولم ينتفع بهما.

وسمَّى الله عزوجل يوم القيامة يوم التغابن فقال سبحانه:{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}[التغابن:9].
وذلك لكثرة المغبونين فيه.

فليستغل الإنسان عمره وحياته وصحته.

فاليوم حياة وغدًا موت.

واليوم صحة وغدًا سُقْم ومرض.



ثمـانيةٌ لا بُدَّ منها على الفتى  **  ولا بُدَّ أَنْ تجري عليه الثَّمانية

سرورٌ وهَمٌ واجتماعٌ وفُرقةٌ  **  ويُسْـــرٌ وعُسْرٌ ثمَّ سَقْمٌ وعافية



واحذر أن تكونَ سبهللًا فارغًا(**) من أهل البِطالة فإن ذلك مفسدة ومضَرَّة .

وما أحسن ما قيل:



إن الشباب والفراغ والجِدَه

مفسدة للمرء أي مفسده



وهذا بعضٌ من مفاسدِ ومضارِّ الفراغ.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب العلم(205):

من مفاسد الفراغ:

 أن الشباب ينشأ على حياة ضياع لا جدِّيَّة فيها.

ومن مفاسد الفراغ: أنه قد يكون سببًا للتخريب.

ومن مفاسد الفراغ: أنه يفضي إلى التسكُّع في الأسواق والتجول، الذي ربما يفضي إلى فاسد الأخلاق.

ومن مفاسد الفراغ البدني: أنه يفضي إلى الفراغ الذهني فيتبلَّد الذهنُ ويكون الشاب سطحيًّا ليس عنده تفكير عميق ولا ذهن حاد.اهـ



(**)السبهلل:الفارغ.