جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 5 يناير 2018

(2) تذكير بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

فضلُ إسماعيل على أخيه إسحاق عليهما السلام



قال تعالى:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (54)}[سورة مريم].

قال ابن كثير  رحمه الله في تفسير هذه الآية:قَوْلُهُ:(وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا):
 فِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى شَرَفِ إِسْمَاعِيلَ عَلَى أَخِيهِ إِسْحَاقَ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا وُصِفَ بِالنُّبُوَّةِ فَقَطْ، وَإِسْمَاعِيلُ وُصِفَ بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ.اهـ
قلت: والدليل على وَصْف إسحاق بالنبوة قوله تعالى:{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112)}[الصافات].
وهناكَ دليلٌ آخر في المسألة -أعني في فضل إسماعيل على أخيه إسحاق عليهما الصلاة والسلام- ذكره ابن كثير رحمه الله وهو حديث:(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ..).
وقد رواه بهذه الزيادة «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ  إِسْمَاعِيلَ..» الترمذي (3605)،وأحمد(28/194) عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ  إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ».
وفي سنده مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ وهو محمد بن مصعب بن صدقة القرقسائي بقافين ومهملة صدوق كثير الغلط .كما في تقريب التهذيب.
فمثلُه لا يُحتَج بحديثه. ولهذا قال الشيخ الألباني رحمه الله في «ضعيف سنن الترمذي»(737) صحيح دون الاصطفاء الأوَّل.اهـ
وأصل الحديث رواه مسلم (2276) عن وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ،رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:«إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ».